بقلم “ريبيكا أوسوليفان”. خبيرة تدريب موارد بشرية ومديرة لمؤسسة التعليم والتدريب والتوظيف الأسترالية (ETEA)
ملبورن. أستراليا – دبي. الإمارات العربية المتحدة. 8 فبراير 2025: غالبًا ما يكون المنزل ملاذًا للأطفال من أصحاب الهمم. مثل أولئك الذي يعانون من التوحد. حيث يوفر لهم الراحة والطمأنينة. أما بالنسبة للآباء والمربيات الذين تقع عليهم المسؤولية الأساسية لرعاية الأطفال في المنزل. قد يكون هذا الدور مجزيًا ووصعبًا في نفس الوقت. إن دعم الأطفال من أصحاب الهمم يتطلب أكثر من مجرد التعاطف. انه يتطلب المعرفة والمهارات والاستراتيجيات القائمة على الممارسات التي تستند على الأدلة.
![دعم مقدمي الرعاية في المنزل: تمكين الأسر والمربيات من رعاية الأطفال أصحاب الهمم دعم مقدمي الرعاية في المنزل: تمكين الأسر والمربيات من رعاية الأطفال أصحاب الهمم](https://www.dubaiiconiclady.com/wp-content/uploads/2025/02/Rebecca-O-Sullivan-1-1024x693.avif)
ومن أجل تمكين مقدمي الرعاية بالفعل وضمان رفاهية الأطفال والكبار الذين يقدمون الرعاية لهم. من الضروري تقديم الإرشاد والتدريب الذين يكملان الرعاية المتخصصة التي يتلقاها الأطفال في المدرسة. ومن خلال تزويد مقدمي الرعاية بأدوات وتقنيات فعَّالة. يمكننا خلق منظومة داعمة يزدهر فيها الأطفال وتشعر العائلات بالثقة كما يشعر مقدمو الرعاية بالرضا بدلًا عن الإرهاق.
في أستراليا تؤكد المؤهلات المهنية على الخبرة العملية. كما أن الممارسة الأخلاقية والبحوث الحالية وتزويد المتخصصين بالمهارات الحديثة يمكنها أن تحسِّن الرعاية التي يقدمها الممارسون المحليون.
الدور المحوري لمقدمي الرعاية في المنزل:
لا شك إن مقدمي الرعاية. سواء كانوا آباء أو مربيات يلعبون دورًا حاسمًا في الحياة اليومية للطفل. بالنسبة للأطفال من أصحاب الهمم. فإن الدعم والرعاية المستمرة التي يتلقونها في المنزل تلعب دورًا حيويًا في نموهم. ومع ذلك. بدون تلقي التوجيه المناسب. قد يواجه مقدمو الرعاية صعوبة في التعامل مع السلوكيات الصعبة. أو التعامل الحساسيات الحسية. أو تعزيز جودة الحياة للأفراد الذين يدعمونهم بشكل فعَّال.
يمكن أن تقود هذه الفجوة إلى الإحباط والتوتر والشعور بعدم الكفاءة لدى مقدمي الرعاية. مما قد يؤثر بشكل غير مقصود على تقدم الطفل ورفاهيته. وإن تمكين مقدمي الرعاية بالتدريب القائم على التجربة العملية والممارسات الأخلاقية والبحوث الحديثة يزود مقدمي الرعاية بالمهارات المتقدمة التي تضمن التطور الشامل لأصحاب الهمم.
أهمية التدريب القائم على الأدلة
يمد التدريب القائم على الأدلة مقدمي الرعاية بوسائل مثبتة لمعالجة الاحتياجات الخاصة ويعزز الفهم الأفضل للاحتياجات الفردية كما يزودهم باستراتيجات عملية للتعامل مع التحديات اليومية. ويساعد التدريب القائم على التجارب العملية على تحسين معيار وجودة الرعاية التي يقدمها مقدمو الرعاية. خاصة عندما يقترن ذلك بالبحوث الحديثة والممارسات الأخلاقية.
ومن خلال تعلم التقنيات الضرورية. يمكن لمقدمي الرعاية توفير بيئة داعمة في المنزل لتكمل التدخلات التي يتلقاها الأفراد في المدرسة أو من خلال المعالجين المتخصصين.
التأثير المتتالي على صحة مقدمي الرعاية ورفاهية الطفل
إن تمكين مقدمي الرعاية بالأدوات المناسبة له تأثير عميق على صحتهم ورفاهتهم. فعندما يشعرون بأنهم مستعدون للتعامل مع التحديات الفريدة التي يفرضها تقديم الرعاية. تزداد ثقتهم وقدرتهم على الصمود العاطفي. وهذا يقلل من التوتر ويحسِّن من قدراتهم على تقديم رعاية صبوره ورحيمة.
بالنسبة للأطفال. يتحول ذلك إلى بيئة منزلية مستقرة وداعمة حيث يتم تعزيز الاستقلال. إن الرفاهية هي السبيل إلى تحسين نوعية الحياة. عندما يعمل مقدمو الرعاية والمدراس معًا وبشكل متكامل. يحظى الطفل بدعم مستمر. مما يعزز تقدمه وشعوره بالأمان والانتماء. وبالتالي يؤدي إلى تشكيل مجتمع سعيد وصحي ومزدهر.
نهج شامل للدعم
تدرك مؤسسة التعليم والتدريب والتوظيف الأسترالية (ETEA) أهمية تدريب مقدمي الرعاية والعائلات لدعم الأطفال من أصحاب الهمم. حيث تتضمن برامجنا التدريبية في مجال الخدمات والصحة العقلية وحدات متخصصة من الكفاءة ومصممة لتلبية احتياجات مقدمي الرعاية.
سد الفجوة بين البيت والمدرسة
تعمل المدراس في الغالب كمصدر ضروري للرعاية المتخصصة والتعليم للأطفال أصحاب الهمم. يمكن مضاعفة فوائد هذه البرامج عندما يتم إعداد مقدمي الرعاية المنزلية لتعزيز وإستكمال الاستراتيجيات المستخدمة في البيئة المدرسية.
ومن خلال التعاون المستمر وتبادل المعرفة بين المدارس ومقدمي الرعاية ومقدمي التدريب المهني مثل مؤسسة التعليم والتدريب والتوظيف الأسترالية يمكننا خلق نظام دعم سلس يساعد الأطفال في تحقيق قدراتهم الكاملة.
نداء للتحرك: دعم الأبطال المجهولين
لا شك أن الآباء والمربيات الذين يعتنون بالأفراد من أصحاب الهمم هم أبطال مجهولون. يكرسون وقتهم وجهودهم وحبهم لتقديم الرعاية والاهتمام بهؤلاء الأطفال. ومسؤوليتنا كمجتمع هي ضمان حصولهم على ما يحتاجون من التدريب والدعم.
ومن خلال تقديم التدريب القائم على الأدلة لمقدمي الرعاية. فإننا لا نعزز رفاهية الأطفال أصحاب الهمم فحسب بل نعزز مجتمع أكثر شمولاً وتعاطفًا. ومعًا. يمكننا ضمان تمكين كل طفل ومقدم رعاية من النجاح في مهمته.
تشجع مؤسسة التعليم والتدريب والتوظيف الأسترالية (ETEA) كافة الأفراد الذي يعملون على دعم أصحاب الهمم على الحصول على مؤهل أسترالي معتمد على المستوى الوطني في الدعم الفردي. أي شهادة المستوى الثالث في الدعم الفردي (CHC33021). وهذا المؤهل إلى جانب أنه يعزز الدعم المقدم فإنه يضمن أن مقدمي الرعاية يستوفون أفضل المعايير والممارسات.
تُعرَف أستراليا بريادتها عالميًا في دعم الأفراد أصحاب الهمم. بفضل أطرها الشاملة والتزامها القوي بالدمج. وتضمن أنظمة التدريب المتطورة. مثل شهادة المستوى الثالث في الدعم الفردي. امتلاك مقدمي الرعاية للمهارات العالية مع الحفاظ على حقوق وكرامة من يقدمون لهم الرعاية. وتشكل مجموعة السياسات والابتكار والتدريب من أستراليا نموذجًا عالميًا في تقديم الرعاية لأصحاب الهمم.
للمزيد من المعلومات عن برامج مؤسسة التعليم والتدريب والتوظيف الأسترالية (ETEA) لمقدمي الرعاية وكيف يمكنهم دعم عائلاتهم. يرجى التواصل مع: نيسا ميتشيل. بريد الكتروني: nissam@etea.edu.au أو زيارة الموقع الالكتروني لمؤسسة التعليم والتدريب والتوظيف الأسترالية (ETEA)