جويرة البحيري … في أرجاء الإمارات العربية المتحدة. تنبض موهبة فريدة بين شبابها. موهبة تجسد التراث العريق والفن الراقي للموسيقى العربية الأصيلة. جويرة البحيري. الفتاة الشابة البالغة من العمر 15 عامًا. هي مثال حي على هذه الموهبة الاستثنائية. بأصابعها الرشيقة. تداعب أوتار آلة القانون العريقة. مستحضرة أنغامًا خالدة ترسم لوحات موسيقية ساحرة تأسر القلوب والعقول.
منذ نعومة أظافرها. كانت جويرة متيمة بالموسيقى العربية. وقد شكلت آلة القانون شغفها الأكبر وملاذها الروحي. بفضل دعم أسرتها والتزامها الشخصي. تمكنت من تطوير مهاراتها على هذه الآلة الرائعة. لتصبح اليوم واحدة من أبرز العازفات الشابات في دولة الإمارات والمنطقة بأكملها.
في هذا الحوار المثير. ستكشف جويرة عن رحلتها مع القانون. والتحديات التي واجهتها. وآمالها المستقبلية في عالم الموسيقى العربية التقليدية. انضموا إلينا لنستكشف عالمًا ساحرًا من الأنغام الخالدة والموهبة الفذة.
جويرة البحيري: مرحبًا. اسمي جويرة البحيري وأنا طالبة في الصف العاشر في مدرسة بدبي. أحب العزف على آلة القانون منذ الصغر وهي موهبتي المفضلة.
س: متى بدأت بتعلم العزف على القانون ولماذا اخترت هذه الآلة بالتحديد؟
جويرة : بدأت بتعلم العزف على القانون عندما كنت في الصف الثالث الابتدائي. أي عندما كنت في الثامنة من عمري تقريبًا. اخترت هذه الآلة لأنني أحببت صوتها الساحر ونغماتها الخالدة منذ نعومة أظافري. كانت آلة القانون هي ملاذي الروحي والوسيلة التي عبرت من خلالها عن حبي للموسيقى العربية الأصيلة.
س: ما هي الصعوبات التي واجهتها عند تعلم العزف على هذه الآلة العريقة؟
جويرة : في البداية. كانت أصابعي صغيرة جدًا وواجهت صعوبة كبيرة في الضغط على الأوتار بطريقة صحيحة لإصدار النغمات المطلوبة. كما أن القانون آلة معقدة ومتعددة الأوتار. الأمر الذي استغرق مني وقتًا طويلاً لأتقن التنقل بين الأوتار والنغمات المختلفة بسلاسة. لكن بفضل الممارسة المستمرة والعزم والإصرار. تمكنت من التغلب على تلك الصعوبات تدريجيًا.
س: ما هي أنواع المقاطع الموسيقية التي تؤديها على القانون؟ وهل تعزفين مقطوعات حديثة أم تقليدية فقط؟
جويرة : أؤدي على القانون مجموعة متنوعة من المقاطع الموسيقية العربية التراثية مثل المواويل والقصائد والأغاني الشعبية القديمة والطقاطيق الخفيفة. كما أحب العزف على بعض المقطوعات الكلاسيكية المعروفة للموسيقى العربية الأصيلة. إلى جانب ذلك. أحاول تجريب أدائي لبعض المقطوعات الحديثة التي تحافظ على الروح العربية الأصيلة مع لمسات عصرية جديدة.
س: ما هي اللحظة الأكثر إثارة وتميزًا التي عشتها خلال عزفك على القانون حتى الآن؟
جويرة : اللحظة الأكثر إثارة وتميزًا بالنسبة لي كانت عندما شاركت في حفل موسيقي كبير في أحد المهرجانات الثقافية في دبي العام الماضي. كنت أعزف مقطوعة طويلة ومعقدة من التراث الموسيقي العربي أمام جمهور كبير يضم العديد من الشخصيات البارزة والمشاهير. وعندما انتهيت من عزفي. تلقيت تصفيقًا حارًا مما جعلني أشعر بفخر كبير وسعادة غامرة.
س: ما هي أهدافك وطموحاتك المستقبلية فيما يتعلق بمهنة العزف على القانون؟
جويرة : لدي طموح كبير لأصبح عازفة قانون محترفة ومشهورة على المستوى العالمي. أتمنى الانضمام إلى إحدى الفرق الموسيقية المرموقة والمشاركة في حفلات وعروض موسيقية كبرى على المستويين الإقليمي والدولي. كما أتطلع إلى تعليم القانون لجيل جديد من الشباب الموهوب والمهتم بالموسيقى العربية الأصيلة. ونقل إرث هذا الفن العريق من جيل إلى آخر. أحلم أيضًا بتأليف مقطوعات موسيقية جديدة تجمع بين أصالة التراث وروح العصر الحديث.
س: هل تستلهمين العازفين المحترفين؟ ومن هم؟
جويرة : بالتأكيد. هناك العديد من العازفين المحترفين الذين يلهمونني ويحفزونني على تطوير مهاراتي. أعجب كثيرًا بعازفي القانون المشهورين مثل سميرة مؤيد وسمير البطاطو ورياض السنباطي. أستمتع بأدائهم المتقن وإحساسهم العميق بالإيقاعات والمقامات العربية التقليدية. أحاول دائمًا الاستماع إليهم والاستلهام من أسلوبهم وتقنياتهم الفريدة في العزف. هم بمثابة نجوم موسيقية تضيء لي الطريق لأصبح عازفة ماهرة مثلهم.
س: كيف تجمعين بين الدراسة والعزف على القانون؟
جويرة : أجد أن الجمع بين الدراسة والعزف على القانون يتطلب جهدًا وتنظيمًا كبيرين. أخصص وقتًا محددًا كل يوم للممارسة. عادة بعد المدرسة أو في المساء. أحاول أيضًا الاستفادة من العطل المدرسية لزيادة ساعات التمرين على القانون. لا يمكنني الاستغناء عن أي من النشاطين. فالدراسة مهمة لمستقبلي. والموسيقى هي شغفي وطريقة حياتي. لذلك التخطيط الجيد ووضع أولويات واضحة هو السبيل الوحيد لإدارة وقتي بشكل فعال وتحقيق التوازن المطلوب.
س: هل واجهت أي تحديات اجتماعية أو ثقافية بسبب موهبتك؟
جويرة : نعم. في بعض الأحيان. واجهت بعض التحديات الاجتماعية والثقافية من بعض الأشخاص الذين لا يفهمون ويقدرون الموسيقى العربية التقليدية. كانت تصدر عنهم بعض التعليقات الساخرة أو غير المفهومة حول شغفي بآلة “قديمة” أو “غير شائعة” مثل القانون. البعض اعتبرها هواية غريبة أو غير عملية للفتيات. لكن معظم أصدقائي وأسرتي وأساتذتي كانوا داعمين ومتفهمين تمامًا لموهبتي هذه. فهم يدركون أهمية الحفاظ على تراثنا الموسيقي العربي الأصيل.
س: كيف يمكنك تشجيع المزيد من الشباب على تعلم العزف على القانون؟
جويرة : أعتقد أن أفضل طريقة لتشجيع الشباب على تعلم القانون هي من خلال التواصل المباشر معهم والمشاركة في ورش عمل وعروض توعوية في المدارس والنوادي والمراكز الثقافية. يمكنني مشاركة قصتي وحماسي للقانون وشرح أهمية الحفاظ على التراث الموسيقي العربي الغني وإحيائه. أحاول أيضًا أن أكون قدوة إيجابية لهم وأظهر لهم متعة ممارسة هذه الآلة الرائعة وجمالها الفريد. ربما أقدم عروضًا حية قصيرة لإلهامهم وإظهار سحر القانون.
س: ماذا تعني الموسيقى والقانون بالنسبة لك؟
جويرة : الموسيقى والقانون يعنيان الكثير بالنسبة لي. هما طريقتي للتعبير عن نفسي وعن هويتي الثقافية العربية. عندما أعزف. أشعر بالسلام والسعادة والاتصال بجذوري الأصيلة. القانون ليس مجرد آلة موسيقية بالنسبة لي. بل هو جزء لا يتجزأ من تراثنا وتاريخنا الغني. أتمنى أن أستمر في ممارسة هذا الفن وأن أنقل حبي وتقديري للموسيقى العربية التقليدية إلى الأجيال القادمة.
الموسيقى هي لغة عالمية تجمع البشر وتغني حياتنا بالجمال والسعادة. وآلة القانون هي واحدة من أجمل وأرق الآلات الموسيقية التي تمثل جزءًا مهمًا من تراثنا العربي الأصيل. أشعر بالامتنان لكوني قادرة على إحياء هذا التراث من خلال عزفي. الموسيقى والقانون يساعدانني على التواصل مع جذوري وتاريخي. ويمنحانني السعادة والراحة النفسية في الوقت نفسه. هما جزء لا يتجزأ من هويتي وطريقة حياتي ومصدر للفخر والاعتزاز بثقافتنا العريقة