الرياض، المملكة العربية السعودية
اختتمت النسخة الثانية من أسبوع الرياض الدولي لتسوية المنازعات أعمالها في العاصمة الرياض، بحضور دولي واسع النطاق، تجاوز عدده 4.8 آلاف مشارك من 82 دولة، ومحتضنًا 87 فعالية قانونية متخصصة، تحدث فيها 470 متحدثًا محليًّا دوليًا.
ويأتي انعقاد هذا الأسبوع في ظل اهتمام حكومة المملكة العربية السعودية بتطوير بيئتها الاستثمارية، وجذب رؤوس الأموال والاستثمارات الأجنبية والشركات الدولية الكبرى، وما تنفذه من مشاريع تطويرية عملاقة؛ حيث يُعَد تطور آليات تسوية المنازعات واحدا من مؤشرات الجاذبية الاستثمارية وتنافسية الاقتصاد عالميًّا.

وعلى الرغم من حداثة نشأته، فقد تمَكّن أسبوع الرياض في عامه الثاني من جذب طيف واسع من ممارسي الصناعة، من محامين، وممارسين ومستشارين قانونيين، وممثلين من شركات دولية كبرى، ومنظمات دولية مرتبطة بالصناعة، إلى حدث قانوني دولي، يعقد عشرات الفعاليات القانونية المتخصصة، لمناقشة توجهات صناعة تسوية المنازعات التجارية، واستشراف معالمها المستقبلية.
ويُعَد الأسبوع، الذي ينظمه المركز السعودي للتحكيم التجاري، واحدًا من الأسابيع الدولية لتسوية المنازعات، التي تُعقَد في العديد من العواصم الدولية المهتمة بالصناعة، وتُعَد مركزًا وحاضنة لها، على غرار أسبوع باريس للتحكيم (Paris Arbitration Week)، وأسبوع لندن الدولي لتسوية المنازعات (London International Disputes Week)، وأسبوع الصين للتحكيم(China Arbitration Week).

وشهد الأسبوع تنظيم المؤتمر الدولي الرابع للمركز السعودي للتحكيم التجاري، الحدث الرئيس لأسبوع الرياض، الذي جمع شخصيات قانونية بارزة من مختلف القطاعات، بحضور 1,250 مشاركًا من داخل المملكة وخارجها، واشتمل على 9 جلسات حوارية وكلمات رئيسة وعروض تقديمية، تحدث فيها 28 متحدثًا، حيث ناقش المؤتمر أبرز القضايا المتعلقة بتطوير بيئة التحكيم التجاري وتعزيز التكامل بين الممارسات القانونية الدولية.
وضمن الفعاليات البارزة، انعقدت النسخة السادسة من منافسة التحكيم التجاري الدولية، التي تُعقَد كل عام في العاصمة الرياض، بمشاركة 924 طالبًا من 121 جامعة، يمثلون 154 فريقًا من 24 دولة. وتوفر المنافسة تجربة محاكاة متكاملة لقضايا التحكيم التجاري الدولية، على غرار منافسات دولية كبرى تعقَد باللغة الإنجليزية، كمنافسة ويليام سي. فيس للتحكيم التجاري الدولي (Willem C. Vis International Commercial Arbitration Moot)، حيث يستعرض الطلاب في هذه المنافسة العربية مهاراتهم القانونية أمام لجنة من المحكمين الدوليين، في إطارٍ يسهم في تطوير جيل جديد من المحكمين التجاريين الدوليين.
كما شهد الحدث تنظيم مجموعة واسعة من الفعاليات وورش العمل والجلسات الحوارية، من بينها حلقات نقاش متخصصة حول تأثير الذكاء الاصطناعي في التحكيم، حيث استعرض خبراء قانونيون وتقنيون كيف يمكن للتكنولوجيا أن تسهم في تعزيز كفاءة وشفافية عمليات تسوية المنازعات. كما ناقشوا التطبيقات الحديثة للذكاء الاصطناعي في البحث القانوني وصياغة المستندات، مما يشير إلى مستقبل يتجه نحو أتمتة العديد من جوانب التحكيم التجاري.
وفي ختام الأسبوع، أعرب رئيس مجلس إدارة المركز السعودي للتحكيم التجاري، سعادة الدكتور وليد بن سليمان أبانمي، عن سعادته بالنجاح الكبير الذي حققته النسخة الثانية، مؤكدًا أن الحدث يعكس التزام المملكة بتطوير بيئة قانونية تدعم النمو الاقتصادي والاستثمار، بما يتماشى مع رؤية السعودية 2030، وأضاف أن أسبوع الرياض الدولي لتسوية المنازعات أصبح اليوم منصة عالمية تستقطب أبرز الشخصيات في مجال القانون والتحكيم، مما يعزز مكانة المملكة كوجهة موثوقة في تسوية النزاعات التجارية والاستثمارية.
يشار إلى أن أسبوع الرياض الدولي لتسوية المنازعات بات اليوم منصة عالمية تجمع بين الفكر القانوني الحديث وأفضل الممارسات الدولية، مسهمًا في تعزيز بيئة قانونية متطورة تدعم النمو الاقتصادي والاستثمار، وترسّخ مكانة المملكة كوجهة موثوقة للتحكيم التجاري. ومع اختتام فعاليات الأسبوع تتجه الأنظار نحو النسخة القادمة، وسط تطلعات لمزيد من التوسع والتأثير في صناعة التحكيم الدولي.