- مباحثات استراتيجية لتعزيز تجارة الطاقة، لتصدير أكثر من 4 ملايين ميغاواط ساعة سنوياً من دول الخليج إلى العراق، بعائدات متوقعة تتراوح بين 300 و400 مليون دولار.
الظهران، المملكة العربية السعودية، 30 أكتوبر 2024: عقد ممثلون عن هيئة الربط الكهربائي الخليجي ودول مجلس التعاون الخليجي ووزارة الكهرباء العراقية اجتماعاً أمس (الأربعاء 30 أكتوبر) في مدينة الظهران شرق المملكة العربية السعودية، لمناقشة الأطر الأولية لعقود شراء الطاقة المزمع توقيعها بين الأطراف، وذلك في إطار جهود هيئة الربط الكهربائي الخليجي لتسهيل وتنسيق عمليات تجارة الطاقة مع العراق. ويهدف المشروع إلى تصدير الطاقة من دول مجلس التعاون إلى العراق من خلال مشروع ربط جنوب العراق بالشبكة الخليجية، مما يفتح آفاقاً لتوسيع الربط وتجارة الطاقة مع الدول المجاورة بدءاً من العراق.
وبدأت المباحثات بين هيئة الربط الكهربائي الخليجي والعراق لتنسيق شراء الكهرباء بعد انطلاق مشروع الربط الكهربائي بين دول الخليج والعراق، والذي بدأ تنفيذه في عام 2023. ويتيح هذا المشروع للعراق فرصة تنويع مصادر الطاقة والاستفادة من مصادر الطاقة الجديدة والمتجددة التي يجري تطويرها في المنطقة العربية.
وأكّد المهندس أحمد الإبراهيم، الرئيس التنفيذي لهيئة الربط الكهربائي الخليجي، أن مشروع ربط السوق الخليجية للكهرباء مع جمهورية العراق سيفتح آفاقاً جديدة للربط الكهربائي الخليجي، مشيراً إلى أن هذا المشروع سيوفر سنوياً إمكانية تجارة تتراوح بين 300 و400 مليون دولار، بكمية طاقة تتجاوز 4 ملايين ميغاواط ساعة سنوياً، مما يشكل نقلة نوعية لدول مجلس التعاون في خلق سوق كهرباء تنافسية وتزويد العراق بالكهرباء بأسعار تنافسية.
وأضاف الإبراهيم أنه ووفقاً للسيناريوهات المتوقعة لعام 2025، يمكن للعراق استيراد نحو 3.94 تيرا واط/ساعة سنوياً من دول مجلس التعاون الخليجي، بأسعار تنافسية تقل عن تكلفة الإنتاج المحلي، مما يسهم في تخفيض النفقات العامة. كما أوضح سعادته أن هذه المرحلة تمثل البداية في مشروع الربط مع العراق، مؤكداً أن الرؤية المستقبلية لدول مجلس التعاون الخليجي تتمثل في الوصول إلى أسواق إقليمية، حيث يتم حالياً تنفيذ ربط بين المملكة العربية السعودية ومصر، ومن المتوقع الانتهاء منه خلال عام أو عامين. وأوضح أن جميع هذه المشاريع ستساهم في ربط الأسواق الكهربائية الإقليمية وإنشاء سوق عربية إقليمية للكهرباء تدعم رؤى جميع دول مجلس التعاون والدول العربية.
وأشار الإبراهيم إلى الأهمية الكبيرة للطاقة المتجددة، مشيداً بالتطور الكبير في أنشطة الهيئة ومشاريعها في هذا المجال، ومبيناً أن الربط الكهربائي الدولي يلعب دوراً مهماً في تحقيق أهداف وتطلعات الدول المختلفة، حيث يحد الربط الكهربائي من الآثار السلبية لبعض مصادر الطاقة المتجددة، خاصة فيما يتعلق بتقلبات الطاقة. كما أوضح أن أحد المشاريع الاستراتيجية التي تعمل عليها هيئة الربط الكهربائي الخليجي للمرحلة القادمة يتضمن تنويع منتجات الطاقة والخدمات المساندة وتوازن السوق، ليس فقط من حيث زيادة حجم تجارة الطاقة، بل لتحفيز السوق لتقديم منتجات أخرى في المستقبل.
ومن جانبه، أوضح المهندس علي زهير كريم، مدير عام الشركة العامة لنقل الطاقة الكهربائية المنطقة الجنوبية في وزارة الكهرباء والطاقة المتجددة العراقية، أن الحكومة العراقية ملتزمة بتنوع مصادر الطاقة، خصوصاً من خلال الربط الدولي مع الدول المجاورة. وأكد أن الحكومة العراقية تولي اهتماماً بالغاً لإنجاز الربط الخليجي، “لأهميته في توفير الطاقة لمناطق جنوب العراق كمرحلة أولى وصولاً إلى الاكتفاء الذاتي، ومن ثم الربط مع باقي مناطق العراق والربط مع تركيا وأوروبا في مراحل لاحقة، نظراً للفروقات الكبيرة في الطلب على الطاقة بين موسمي الصيف والشتاء.”
وقال المهندس علي زهير كريم: ” يكون الطلب على الطاقة مرتفعاً في المناطق الحارة مثل دول الخليج والعراق خلال فصل الصيف، في حين تتمتع هذه المناطق بفائض كبير في الطاقة خلال فصل الشتاء بفضل اعتدال المناخ، على عكس نمط الطلب على الطاقة في دول أوروبا وتركيا.” وأضاف أن “هذا الوضع يفتح الباب أمام إمكانية إقامة سوق للطاقة بين هذه الدول، بما يحقق فوائد اقتصادية وتبادل المنفعة بين العراق ودول مجلس التعاون، ويعزز من التكامل والترابط بينهما، مما يحقق مصالحهما المشتركة ويمهد الطريق لمزيد من التعاون في المستقبل”.