دبي. الإمارات العربية المتحدة. 6 مارس 2025: في إطار الاحتفاء بـ يوم الموهبة الخليجي الذي يُصادف الثالث من مارس كل عام. شاركت مؤسسة حمدان بن راشد آل مكتوم للعلوم الطبية والتربوية في الملتقى الخليجي للموهبة والإبداع الذي نظمته مؤسسة الملك عبدالعزيز ورجاله للموهبة والإبداع (موهبة) بالشراكة مع مكتب التربية العربي لدول الخليج. وعُقد الملتقى افتراضيًا تحت شعار “تنمية المواهب في الطفولة المبكرة في دول الخليج العربية: الواقع والتحديات وآفاق المستقبل”. حيث جمع ما يقارب 500 مشاركًا من صناع القرار والخبراء والباحثين والتربويين وأولياء الأمور. بهدف مناقشة أفضل الممارسات في تنمية ورعاية الموهوبين في مراحل الطفولة المبكرة. والتحديات التي تواجه هذه الجهود. والفرص المتاحة لتعزيزها.
شهدت الجلسة الأولى التي حملت عنوان “دور المنظمات المعنية بتربية الموهوبين في الطفولة المبكرة” مشاركة الدكتورة مريم علي الغاوي. مدير مركز حمدان للموهبة والابتكار. حيث استعرضت دور المركز في رعاية وتنمية المواهب . مؤكدة على أهمية خلق بيئة محفزة للإبداع والابتكار تستند إلى أحدث الممارسات العالمية في مجال اكتشاف وتطوير الموهوبين. وأوضحت أن المركز يعمل وفق استراتيجية متكاملة تهدف إلى تعزيز الابتكار في العملية التعليمية عبر مبادرات نوعية وبرامج تدريبية تسهم في بناء منظومة داعمة للموهوبين. مشددة على ضرورة تعزيز الوعي المجتمعي بأهمية رعاية هذه الفئة منذ الطفولة لضمان تنمية قدراتهم بالشكل الأمثل.

كما استعرضت أبرز التحديات التي تواجه اكتشاف وتنمية المواهب في الطفولة المبكرة. ومنها ضعف الوعي المجتمعي بأهمية رعاية الموهوبين منذ سن مبكرة. وغياب آليات تقييم دقيقة تتناسب مع الفروق الفردية للأطفال. كما تمت مناقشة محدودية البرامج المتخصصة التي تستهدف هذه الفئة. إلى جانب الحاجة إلى تطوير برامج تدريبية للمعلمين تمكنهم من توفير بيئة تعليمية داعمة ومحفزة للإبداع. كذلك. تم التأكيد على أهمية تعزيز التنسيق بين المؤسسات التعليمية وأولياء الأمور لضمان تكامل الجهود في رعاية الموهوبين وتنمية قدراتهم بالشكل الأمثل.
وأكدت الدكتورة مريم الغاوي أن مركز حمدان للموهبة والابتكار يواصل العمل على تطوير استراتيجياته لتعزيز بيئة الابتكار والإبداع. تماشيًا مع رؤية الدولة في تحسين جودة التعليم ودعم المواهب. وأشارت إلى أن المركز يسعى إلى إطلاق مبادرات جديدة تركز على تنمية الموهوبين في الطفولة المبكرة. بهدف خلق بيئة محفزة تدعم تنمية القدرات الإبداعية منذ الصغر. وأضافت أن المركز يعزز الشراكات مع الجهات الحكومية والتربوية لتطوير سياسات أكثر دعمًا لرعاية الموهوبين. إلى جانب تنفيذ برامج تدريبية متخصصة للمعلمين والتربويين بهدف تزويدهم بالأدوات اللازمة لاكتشاف الموهوبين ورعايتهم بالشكل الأمثل. كما أكدت أن الاستفادة من الأبحاث والتجارب العالمية يمثل ركيزة أساسية لتطوير آليات التقييم والاحتضان المبكر للمواهب. مما يساهم في بناء نظام تعليمي أكثر شمولًا واستدامة.
وفي ختام مشاركتها. قالت الدكتورة مريم الغاوي: “إن تنمية الموهوبين منذ الطفولة المبكرة ليست مجرد خيار. بل ضرورة استراتيجية لبناء مجتمع قائم على الابتكار والإبداع. إننا في مركز حمدان للموهبة والابتكار نؤمن بأن الاستثمار في هذه الفئة منذ الصغر هو استثمار في مستقبل أكثر ازدهارًا. ولتحقيق ذلك. لابد من تكامل الجهود بين المؤسسات الحكومية. الهيئات التعليمية. وأولياء الأمور لضمان بيئة داعمة ومحفزة للموهوبين. مع التركيز على تطوير مناهج تعليمية مبتكرة وتوفير فرص تدريب وتأهيل متخصصة للكوادر التربوية. كما أننا بحاجة إلى تعزيز التعاون الدولي والاستفادة من التجارب الرائدة عالميًا. بهدف تبني أفضل الممارسات في مجال رعاية الموهوبين ووضع معايير جديدة للاكتشاف المبكر للقدرات المتميزة.”
يُذكر أن الملتقى الخليجي للموهبة والإبداع شمل عددًا من الجلسات العلمية وحلقات النقاش. حيث استعرض المشاركون من مختلف الدول الخليجية والعالمية أبرز الحلول والتجارب الناجحة في مجال تنمية الموهوبين في مرحلة الطفولة المبكرة. وخرج الملتقى بتوصيات تدعو إلى تطوير سياسات تعليمية شاملة. وتعزيز التعاون بين المؤسسات التربوية. والاستفادة من التقنيات الحديثة في عمليات الكشف عن الموهوبين. إلى جانب تكثيف الجهود البحثية لضمان تطبيق أحدث الممارسات في هذا المجال.