80% من الكفاءات ترغب بتغيير مكان عملها
أصحاب العمل في الإمارات والسعودية والبحرين وقطر يجمعون على أهمية المزايا الوظيفية
دبي، الإمارات العربية المتحدة
أصبحت المزايا الوظيفية عاملاً حاسماً في استقطاب المواهب والاحتفاظ بها في جميع أنحاء دول الخليج، ومع ذلك لا تزال هناك فجوة عميقة بين عروض أصحاب العمل وتوقعات القوى العاملة. ووفقاً لدراسة جديدة، فإن أكثر من 90% من الموظفين في جميع أنحاء دول الخليج يصنفون المزايا الوظيفية كعامل رئيسي في رضاهم الوظيفي، ومع ذلك يشعر عدد كبير منهم أن توقعاتهم لا تتحقق.
يُظهر تقرير مستقبل العمل 2024 لهذا العام، الذي أجرته شركة راديوس إنسايتس بتكليف من زيورخ العالمية للحياة، أن 38% فقط من الموظفين في الإمارات العربية المتحدة يشعرون بأن أصواتهم مسموعة عندما يتعلق الأمر بالمزايا الوظيفية. وفي الوقت نفسه، فإن 68% من المشاركين في الاستطلاع يسعون بنشاط لتغيير وظائفهم – في إشارة واضحة إلى ازدياد عدم التوافق بين ما يسعى إليه الموظفون وما يقدمه أصحاب العمل حالياً.
وسلط التقرير، الذي شمل 2,000 موظف و2,000 صاحب عمل من مختلف القطاعات في الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية وقطر والبحرين، الضوء على الطلب المتزايد على برامج المزايا المصممة خصيصاً للموظفين. وقال أكثر من 60٪ من المشاركين في الاستطلاع إن الباقات المصممة حسب الطلب ضرورية، وتعتقد نسبة 95٪ منهم أن النموذج التقليدي الذي يطبق على الجميع قد عفا عليه الزمن. ووفقاً للمحللين الماليين، فإن هذا التباين يساهم بشكل مباشر في ارتفاع معدلات دوران الموظفين.
كما يكشف التقرير أن 38% من الموظفين الذين تتراوح أعمارهم بين 25 و55 عاماً أعربوا عن حاجتهم الشديدة لبدل رعاية الأطفال في المملكة العربية السعودية، ومع ذلك فإن عدداً قليلاً من الشركات تقدم هذه الميزة حالياً. وبالمثل، أعرب 31% من الموظفين في الإمارات العربية المتحدة عن رغبتهم في خطط الادخار في مكان العمل، والتي يعتبرونها أساسية لأمنهم المالي على المدى الطويل. في الواقع، يعتبر 80% من أصحاب العمل في الإمارات العربية المتحدة أن التأمين على الحياة والتأمين ضد الأمراض الخطيرة أمر ضروري لموظفيهم، وهو ما يتماشى مع 85% من الموظفين في الإمارات الذين يعتبرون هذه الحماية مزايا أساسية. ولا تقتصر هذه الفجوة في المزايا على عدم تلبية التوقعات فحسب، بل تؤثر بشكل مباشر على معنويات الموظفين وولائهم. ففي جميع أنحاء دول الخليج، يفكر ما يقرب من 8 من كل 10 موظفين في تغيير وظائفهم، حيث يشير الكثيرون إلى عدم كفاية المزايا الوظيفية كسبب رئيسي.
وفي تعليقها على نتائج التقرير أكدت أشيكا تايلور، رئيسة قسم تطوير الأعمال لشؤون المزايا الوظيفية في زيورخ الشرق الأوسط، أن نتائج الاستطلاع تكشف عن ضرورة أن تنصت المؤسسات لمطالب الموظفين لديها. وقالت: ”في ظل التنوع في الأعمال و في توقعات الموظفين لم تعد مجموعة المزايا الوظيفية التقليدية مناسبة للغرض. فالموظفون اليوم يطالبون بمزايا مدروسة وأكثر تخصيصاً تلبي احتياجاتهم الفردية“. ينبغي على الشركات العمل مع موظفيها بشكل استباقي لوضع مزايا تضمن الرضا والولاء على المدى الطويل.“
فجوة التخصيص
على الرغم من الإجماع الواسع النطاق بين أصحاب العمل حول أهمية المزايا الوظيفية – حيث أقرّ جميع أصحاب العمل تقريباً في الإمارات (96%) والمملكة العربية السعودية (95%) بأهمية دورها الحاسم – إلا أن فجوة كبيرة لا تزال تلوح في الأفق. ففي الإمارات، يشعر 6 من كل 10 موظفين في الإمارات العربية المتحدة أن احتياجاتهم لا يتم تلبيتها، وهو شعور يتردد صداه في جميع أنحاء المنطقة. في الواقع، أعرب 18% فقط من الموظفين في الإمارات عن إمكانية للبقاء مع صاحب العمل الحالي، مما يؤكد أهمية اتخاذ إجراءات فورية.
كما كشف التقرير أيضاً عن تحول جوهري في الطريقة التي ينظر بها إلى المزايا الوظيفية، حيث أصبحت هذه المزايا تُعتبر الآن ضرورية وليس مجرد ميزة إضافية لتحقيق الرضا الوظيفي والاحتفاظ بالموظفين. وأظهر التقرير أن أكثر من 60% من موظفي الإمارات العربية المتحدة يرغبون في مزايا وظيفية أكثر تخصيصاً، مما يسلط الضوء على الحاجة إلى حزم مرنة ومخصصة.
ووفقاً للاستطلاع، يظهر هذا الأمر بشكل خاص بين النساء في الإمارات العربية المتحدة، حيث تركز 35% منهن على خطط الادخار في مكان العمل، والموظفين الآسيويين الذين يعطون الأولوية للمرونة في التعويضات. أما في قطر، فتسعى 22% من النساء في قطر إلى تحسين مزايا الأمومة والأبوة – مما يتجاوز الإطار القانوني الحالي.
ومن بين المزايا الوظيفية الأكثر طلباً في الإمارات العربية المتحدة مزايا تعليم الأطفال، وخطط الادخار في مكان العمل، والتأمين على الحياة والتأمين ضد الأمراض الخطيرة. ومع ذلك، يشعر العديد من المشاركين في الاستطلاع أن هذه الاحتياجات لا تزال بحاجة إلى تلبية.
الاحتفاظ بالقوى العاملة
يبرز الاحتفاظ بالموظفين الشباب كتحدٍ كبير للعديد من أصحاب العمل في المنطقة. ففي دولة الإمارات العربية المتحدة وحدها، أشار أكثر من نصف الموظفين الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و24 عاماً إلى نيتهم لترك وظائفهم الحالية للحصول على فرص أفضل، بما في ذلك برامج الادخار في مكان العمل وبرامج التطوير الوظيفي، حيث يشعر حوالي 30% منهم بأنهم مهملون بسبب افتقارهم إلى الخبرة. والجدير بالذكر أن 6 من كل 10 موظفين في الإمارات لا يساورهم القلق بشأن تهديد الذكاء الاصطناعي لأمنهم الوظيفي، حيث يرون في ذلك فرصاً جديدة لتطوير المهارات ومستقبل الأدوار التي تعتمد على الذكاء الاصطناعي. وهذا يؤكد على أهمية تلبية الشركات للاحتياجات الفورية والتطلعات الوظيفية المستقبلية للاحتفاظ بهذه المجموعة من المواهب الهامة.
وتضيف تايلور:” تسارع المواهب الشابة إلى البحث عن الفرص التي تتماشى مع تطلعاتهم المالية وتطلعاتهم للنمو الوظيفي. وللحفاظ على هذه القوى العاملة، يجب على الشركات العمل لسد فجوة المزايا الحالية والتكيف مع الاتجاهات الناشئة مثل التعلم القائم على الذكاء الاصطناعي وبرامج تحسين المهارات المستهدفة“.