المؤتمر الدولي للميكانيكا والكهرباء والسباكة (MEPIC) ومؤتمر تصميم الغلاف البنائي والعزل (BEDIC) المنعقدان بمدينة جدة يمهدان الطريق أمام حلول ذكية ومستدامة وفعالة في استخدام الطاقة
جدة. المملكة العربية السعودية:- انطلقت اليوم فعاليات المؤتمر الدولي للميكانيكا والكهرباء والسباكة (MEPIC). ومؤتمر تصميم الغلاف البنائي والعزل (BEDIC). سعياً لتسليط الضوء على التزام المملكة بتعزيز الاستدامة والابتكار والتحديث في قطاع التشييد والبناء؛ حيث جمعت هذه الفعاليات المحورية مجموعة من أبرز القادة الحكوميين ورواد القطاع والأوساط الأكاديمية لاستكشاف أحدث التطورات في مجال البناء وكفاءة الطاقة وتقنيات البناء الذكية. وذلك تماشياً مع “رؤيـة السعوديـة 2030”.
وفي ظل التركيز على تطوير البنية التحتية للمملكة؛ فقد عمل كلا المؤتمرين كمنصات رئيسية لتبادل الأفكار والحلول حول كيفية دمج أحدث التقنيات والممارسات المستدامة بقطاع التشييد والبناء المتنامي بسرعة في المملكة.
وفي هذا الصدد. صرح السيد/ محمد الملحم. وكيل وزارة البلديات والإسكان للتراخيص وتنسيق المشروعات؛ قائـلاً: “يرتبط مستقبل قطاع البناء في المملكة العربية السعودية ارتباطاً راسخاً بتعزيز الابتكار والاستدامة. وفي هذا الإطار. تسلط الاستراتيجيات والتقنيات التي تمت مناقشتها في المؤتمر الدولي للميكانيكا والكهرباء والسباكة (MEPIC). ومؤتمر تصميم الغلاف البنائي والعزل (BEDIC) الضوء على التزام المملكة الراسخ بتحقيق ببيئة عمرانية مستدامة بما يتماشى مع «رؤية السعودية 2030»”.
وأضاف السيد/ محمد الملحم. في كلمته الافتتاحية. قائـلاً: “لقد شهدنا زيادة هائلة في تراخيص البناء الصادرة في كافة أنحاء المملكة. وذلك بفضل الاستخدام المبتكر للتقنيات الناشئة التي تبسط عملية الإصدار. مع ضمان الامتثال للوائح المعمول بها. ومن خلال الاستفادة من أدوات المراجعة الآلية للتصميمات. فإننا لا نعمل فقط على تحسين جودة التصميمات. بل نعزز أيضًا من الكفاءة الإجرائية لإستصدار الموافقات. ومن جهة أخرى. فإن التزامنا بتحويل عمليات الإشراف على البناء والتفتيش إلى منصات إلكترونية يضمن لنا الامتثال التام عبر جميع المراحل العشر للعملية. وفضلاً عن ذلك. نحن نتعاون بنشاط مع الشركاء للتعرف على تقنيات البناء الجديدة والناشئة ودمجها في ممارساتنا. بما يضمن إبقاءنا في طليعة مسيرة الابتكار”.
أكد الخبراء خلال مؤتمر تصميم الغلاف البنائي والعزل (BEDIC) على الدور الحاسم الذي يلعبه تصميم الغلاف الخارجي للمبانى في تشكيل الاستدامة وكفاءة الطاقة لمشاريع التنمية الحضرية في المملكة العربية السعودية. حيث ركزت المناقشات على استخدام المواد الصديقة للبيئة. وأنظمة الواجهات المتكيِّفة. وتقنيات الطاقة المتجددة مثل الواجهات المتكاملة مع أنظمة الطاقة الشمسية؛ مع التأكيد على أهمية هذه الابتكارات؛ التي لا تعمل فقط على تعزيز الأداء البصري والهيكلي للمباني. بل تقلل أيضًا من استهلاك الطاقـة؛ مما يمهد الطريق لمستقبل خالٍ من الانبعاثات الكربونية في قطاع البناء السعودي.
وعلى الجانب الآخر. تناول المؤتمر الدولي للميكانيكا والكهرباء والسباكة (MEPIC) الدور التحويلي لأنظمة الميكانيكا والكهرباء والسباكة في تعزيز البنى التحتية المرنة والموفرة للطاقة. حيث ناقش المسؤولون الحكوميون والمهندسون خلال المؤتمر الأهمية الحيوية للتعاون بين الجهات المعنية وأصحاب المصلحة من أجل تيسير وتبسيط الأطر التنظيمية ورفع جودة مشاريع الميكانيكا والكهرباء والسباكة في المملكة العربية السعودية. وفي ظل ما تشكله أنظمة الميكانيكا والكهرباء والسباكة من أساس لبناء المباني الذكية والمستدامة. فقد كان هناك إجماع واضح على أن تعزيز الابتكار في تقنيات التدفئة والتهوية وتكييف الهواء (HVAC) ودمج تقنيات انترنت الأشياء (IoT) وحلول الطاقة المتجددة؛ من شأنه دفع مستقبل قطاع البناء في المملكة.
هذا وقد اشتملت واحدة من أبرز فعاليات المؤتمر على عقد جلسة حول أنظمة التدفئة والتهوية وتكييف الهواء الخالية من الانبعاثات الكربونية. والتي تم من خلالها استكشاف الأهمية الحاسمة لهذه الأنظمة في تحقيق معايير الأداء العالي المطلوبة في المشاريع العملاقة بالمملكة. مثل “مشروع نيـوم” و”مشروع البحر الأحمر”. ومع توقع بلوغ قطاع التشييد والبناء في المملكة ذروته عند 73 مليار دولار في عام 2024؛ فإن تبني مثل هذه التقنيات المستدامة لا يأتـــي في الوقت المناسب فحسب. ولكنه يمثل أيضاً ضرورة قصوى للقطاع.
لقد أكد كلا المؤتمريْن على الأهمية المتزايدة للبنية التحتية الذكية في تشكيل المشهد الحضري المستقبلي للمملكة العربية السعودية. وفي هذا الصدد. عملت المملكة على الاستثمار بكثافة في التقنيات التي تضمن مرونة المباني وقدرتها على الاستجابة والتكيف مع الاحتياجات المستقبلية. بما يشمل العديد من الجوانب. بدءاً من أغلفة وواجهات المباني الذكية التي تتكيف مع الظروف البيئية وصولاً إلى الأنظمة الميكانيكية والكهربائية والصحية التي تعمل بالذكاء الاصطناعي والأتمتة. في حين مثَّل دمج الاستراتيجيات الخاصة بالطاقة المتجددة واستراتيجيات الحفاظ على المياه في هذه البنى التحتية نقطة محورية للغاية. بما يعكس التزام المملكة بتعزيز الاستدامة على كافة المستويات. ومع استمرار المملكة العربية السعودية في تحولها غير المسبوق استناداً إلى “رؤيـة 2030”. توفر أحداث مثل المؤتمر الدولي للميكانيكا والكهرباء والسباكة (MEPIC). ومؤتمر تصميم الغلاف البنائي والعزل (BEDIC) منصات أساسية للتعاون والابتكار وتبادل المعرفة. وفي ظل اعتماد ممارسات البناء المستدامة. والأنظمة الموفرة للطاقة. والبنية التحتية الذكية. فإن المملكة لا تشكل مستقبلها الخاص فحسب. بل تضع مثالاً يُحتذى لقطاع التشييد والبناء العالمي. حيث تؤكد هذه المؤتمرات من جديد على التزام المملكة العربية السعودية بخلق بيئة عمرانية أكثر ذكاءً. وأكثر خضرةً. وأكثر مرونة