الإمارات العربية المتحدة، دبي، 18 يناير 2024: حققت مؤسَّسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة خلال عام 2023 نقلات نوعية في مسيرة إنجازاتها محلياً وإقليمياً ودولياً، عبر إطلاق مبادرات جديدة، وتحديث بعض البرامج القائمة وزيادة زخم بعضها الآخر، بهدف تحقيق الأهداف الاستراتيجية التي أنشئت من أجلها منذ أكثر من 16 عاماً، في تنمية رأس المال البشري المعرفي والارتقاء بمستوى البحث العلمي ونشر المعرفة والتقدم التكنولوجي.
وقال سعادة جمال بن حويرب، المدير التنفيذي لمؤسَّسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة: “تُثبت المؤسَّسة، عاماً بعد عام، دورها الحيوي في المشهد المعرفي من خلال تحقيق العديد من الإنجازات المتميزة، وقد شهد عام 2023 نجاحات باهرة تؤكد التزامنا الراسخ بتعزيز المعرفة والابتكار والتعلم، تحقيقاً لرؤية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، وبتوجيهات سمو الشيخة لطيفة بنت محمد بن راشد آل مكتوم، رئيسة هيئة الثقافة والفنون في دبي وعضو مجلس دبي، التي كانت مصباحاً يُنير رحلتنا نحو الريادة العالمية في المعرفة والتنمية. وها نحن نستقبل عاماً جديداً ونحن متحمسون لمواصلة هذه الرحلة، وسيظل تركيزنا ثابتاً على تمكين الأفراد، وإثراء المجتمعات، والإسهام في تحقيق أهداف التنمية المستدامة، وبالتالي تشكيل مستقبل غني بالمعرفة والفرص للجميع.”
مبادرات بشراكة أممية
نظمت مؤسَّسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة مزيداً من المبادرات والفعاليات المبتكرة التي تؤثر في مستقبل اقتصادات المعرفة العالمية. كانت واحدة من الفعاليات الرئيسة التي أُقيمت في عام 2023 هي الدورة الثامنة من قمة المعرفة، بالتعاون مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، والتي سلطت الضوء على الدور المهم للثورة الصناعية الخامسة في تطوير مدن المعرفة، حيث شكلت ملتقى رئيساً لتبادل الآراء والأفكار بين عقول متنوعة. جذبت هذه النسخة أكثر من 11,700 شخص، وشارك فيها 106 من الخبراء والأكاديميين، قدموا أكثر من 37 جلسة نقاشية، إلى جانب 5 جلسات افتراضية، تم بثها على الموقع الإلكتروني الخاص بالقمة، ومنصات وسائل التواصل الاجتماعي.
كما شهدت القمة إصدار مؤشِّر المعرفة العالمي 2023، الذي يقدم تحليلاً شاملاً لاتجاهات التطور المعرفي في 133 دولة، بما في ذلك 12 دولة عربية. وبحسب المؤشر، احتلت سويسرا المرتبة الأولى عالمياً من حيث الأداء في مجالات المعرفة، تليها فنلندا في المركز الثاني، ثم السويد وهولندا. وفي العالم العربي، حافظت دولة الإمارات العربية المتحدة على الصدارة، وفي المركز الـ26 عالمياً.
وأطلق الجانبان، بالتعاون مع منصة كورسيرا التعليمية، مبادرة “مهارات المستقبل للجميع”؛ بهدف تحسين وصقل مهارات آلاف الشباب في 9 دول عربية بغية إعدادهم لوظائف المستقبل ودفع عجلة النمو الاقتصادي في المنطقة.
كما نظمت المؤسَّسة والبرنامج سلسلة “حوارات المعرفة 2023″، التي تناولت موضوعات حيوية متنوعة. هذه الحوارات، الغنية بالمحتوى والرؤية، جمعت بين الخبراء والمفكرين والمبتكرين من جميع أنحاء العالم، معززة التبادل الحيوي للأفكار والتحليلات.
الاحتفاء بلغة الضاد
وفي إطار الاحتفال باليوم العالمي للغة العربية، أطلقت المؤسسة الدورة الـ 11 من مبادرتها “بالعربي”، لتعزيز استخدام اللغة العربية عبر وسائط الإعلام الرقمي والتعريف بجمالياتها وقيمها المتصلة بالتراث والتاريخ العربي الأصيل، من خلال نشر محتوى متنوع عبر منصات المبادرة على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث تفاعل أكثر من 6.5 ملايين شخص ضمن احتفالات اليوم العالمي للغة العربية، وفي إطار دعم اللغة العربية، وضمن مبادرة عائلتي تقرأ، وزعت المؤسَّسة أكثر من 50 ألف كتاب من إصداراتها لمجالس الآباء في مدارس الإمارات، بالتعاون مع مؤسسة الإمارات للتعليم المدرسي.
مبادرة أخرى من مؤسَّسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة، وهي برنامج دبي الدولي للكتابة، واصلت دورها في أن تكون مساهماً مهماً في المشهد الأدبي والإبداعي الإقليمي، حيث قدمت مهارات وخبرات قيّمة للكتّاب الطموحين من الشباب عبر مجموعة شاملة من دورات التدريب وورش العمل حول الكتابة، والسرد، والترجمة، وأدب الأطفال والشباب، والقصة قصيرة، والتي عُقدت في الإمارات وعدد من دول المنطقة.
وقد حققت المؤسَّسة تقدماً كبيراً من خلال مبادرتها “استراحة معرفة”، بتنظيم جلسات محلية وإقليمية، كان لها أثر طيب في تعزيز ثقافة القراءة بين أفراد الأسرة، ونشر المعرفة وزيادة الوعي بأهمية القراءة مفتاحاً للعلم ومَنهلاً للمعرفة. واستهدفت هذه الفعاليات مختلف فئات المجتمع، وأقيمت جلساتها بمشاركة مجموعة من المختصين في مختلف المجالات، إلى جانب أعضاء الاستراحة.
مشاركات وشراكات دولية
على مدى العام، كرّست المؤسَّسة التزامها الثابت تجاه نشر المعرفة، وتعزيز الشراكات الدولية، فبرز دور المؤسسة في المجتمع العالمي للمعرفة من خلال مشاركتها الفعّالة في المعارض الدولية الرئيسة للكتب في القاهرة ولندن وأبوظبي والشارقة وفرانكفورت، ولم تكن هذه الفعاليات مجرد منصات لعرض المنشورات والمشاريع المبتكرة للمؤسَّسة، خاصة في معرض جيتكس 2023، ولكنها كانت أيضاً فرصاً لتكوين علاقات دائمة مع شركاء عالميين.
وقد تجلى الالتزام الدولي لدى المؤسسة في اتفاقياتها الاستراتيجية ومذكرات التفاهم مع مختلف الدول والكيانات، بما في ذلك أوكرانيا وسلوفينيا، حيث تهدف هذه الاتفاقيات إلى توسيع التعاون الثنائي في مجال تبادل المعرفة والتنمية.
وأبرمت المؤسَّسة أيضاً اتفاقية شراكة مع مؤسَّسة محمد بن سلمان “مسك”؛ انطلاقاً من حرص الطرفين على دعم وتعزيز علاقات الشراكة الاستراتيجية القائمة بينهما بشكلٍ فعَّال، وتوحيد الجهود لخدمة مختلف فئات المتعاملين، وإحداث تأثير إيجابي وبنَّاء على الصعيدين الاقتصادي والاجتماعي.
إضافة إلى ذلك، يؤكد تعاون المؤسسة مع المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في جمهورية مصر العربية والمجلس العربي للطفولة والتنمية التزامها بتعزيز التعاون الإعلامي ودعم مبادرات تنمية الطفولة، بينما تعزز اتفاقية التعاون مع المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة (إيسيسكو) الجهود لتحسين أداء الدول الأعضاء في إيسيسكو على مؤشر المعرفة بشكل كبير.
ووقَّعت المؤسَّسة مذكرة تفاهم مع شركة “EYouth”، إحدى المؤسَّسات التعليمية الرائدة التي تقدم خدمات متنوعة وتعدُّ الأفضل في فئتها تقنياً، بهدف إثراء شبكة المعلومات في شتى المجالات وتعزيز برامج المعرفة لكلا الطرفين. كما أبرمت المؤسَّسة مذكرة تفاهم مع معهد دبي القضائي لإرساء أُسس التعاون المشترك بين الجانبين لتحقيق أهدافهما الاستراتيجية في مجال خدمة وتنمية المجتمع من خلال نشر المعرفة.
تقدير عالمي
حَظي عمل المؤسَّسة بتقدير عالمي، وظهر ذلك حينما كرّم الدكتور عبدالله الدردري، الأمين العام المساعد للأمم المتحدة المدير المساعد ومدير المكتب الإقليمي للدول العربية في برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، مؤسَّسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة لشراكتها المتميزة مع البرنامج، وذلك على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة المنعقدة في نيويورك
حول مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة:
أُطْلِقَت مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة بمبادرة شخصية من صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي “رعاه الله” في مايو 2007م، ومنذ إعادة هيكلة إدارتها في الذكرى السادسة لتأسيسها، وتحديداً في مايو 2013 أطلقت المؤسسة العديد من المبادرات الريادية التي تهدف إلى تعزيز مكانة دبي ودولة الإمارات العربية المتحدة على الخارطة المعرفية. وتهدف المؤسسة إلى تقوية الأجيال المستقبلية وتمكينها من ابتكار حلول مستدامة؛ لتيسير عملية المعرفة والبحث في العالم العربي، كما تتعهد بتأسيس مجتمعات قائمة على المعرفة، من خلال تمويل المشروعات البحثية والأنشطة والمبادرات. فهي تدعم الأفكار والابتكار، وفي نفس الوقت تهتم بركائزها الأساسية التي تتمثل في التعليم وريادة الأعمال والبحث والتطوير.