داء السكري هو مرض مزمن ناتج عن خلل على مستوى غدة البنكرياس اما بنقص او عدم افراز الانسولين، او افراز الانسولين بشكل كامل مع عدم استفادة الجسم منه بطريقة مثلى.
الانسولين هو هرمون يضبط مستوى السكر في الدم.
أهمية معرفة داء السكري تكمن في تشخيصه المبكر وعلاجه الجيد ومن ثم اجتناب مضاعفاته الخطيرة والتي قد تكون مميتة في بعض الأحيان.
أعراضه:
فقدان الوزن الغير مبرر، العطش والجوع الشديدين، كثرة التبول، الاعياء والتعب، الرؤية الضبابية، بطء التئام الجروح، تكرار الالتهابات في الجسم خاصة الجلدية منها وكذا على مستوى المسالك البولية والتناسلية. أحيانا قد لا يكون هناك أي اعراض وهذا ما نلاحظه بالنسبة لداء السكري النوع الثاني خاصة في مراحله الأولى، أين يتم التشخيص بتأكيد ارتفاع نسبة السكر في الدم أو مع وجوده في البول.
أصناف داء السكري:
صنفت منظمة الصحة العالمية داء السكري الى عدة أصناف وهذا على حسب اختلاف أسباب المرض وكيفية علاجه. عموما هناك أربع أصناف لداء السكري.
النوع الأول: وهو ما كان يسمى سابقا بداء السكري المعتمد على الانسولين وهو يصيب خاصة الأطفال والمراهقين ويكون ناتج عن وجود خلل مناعي بالجسم.
النوع الثاني: وهو الاكثر انتشارا وكان يسمى آنفا بداء السكري الغير معتمد على الانسولين او ما يسمى اصطلاحا بداء السكري الكهلي في هذه الحالة هناك افراز كافي للأنسولين لكن خلايا الجسم لا تستفيد منه بشكل طبيعي.
النوع الثالث: وهو داء السكري الثانوي عموما، يكون ناتج عن امراض جهازية مستبطنة، عادة ما تصيب الغدد، كالغدة الكظرية والغدة الدرقية والغدد جارات الدرق او نتيجة لوجود اورام على مستوى البنكرياس او نتيجة لاستعمال بعض الادوية كالستيرويدات.
النوع الرابع: وهو داء السكري الحملي، يتم تشخيصه بإجراء تحاليل مخبرية ابتداء من الأسبوع 24 الى الأسبوع 28 من الحمل، قد يعطينا فكرة على ان هذه المريضة معرضة للإصابة بداء السكري النوع الثاني في المستقبل. الفئات المعرضة للإصابة به هن السيدات اللواتي لديهن سمنة او تكيس مبايض او سنهن يفوق 35 سنة او لديهن تاريخ عائلي لداء السكري.
مضاعفات داء السكري:
والتي تحدث نتيجة لتشخيص متأخر للمرض او سوء علاجه تتمثل في إصابة الشرايين الصغيرة في الجسم خاصة على مستوى شبكية العين او الكلى او الاعصاب مسببة لفقدان النظر او القصور الكلوي او بتر القدم. كما قد تصيب الشرايين الكبيرة في الجسم خاصة على مستوى الدماغ او القلب او على مستوى الدورة الدموية الطرفية مسببة لحدوث جلطات دماغية او قلبية او ارتفاع ضغط الدم الشرياني، وللكشف عن هذه المضاعفات يجب على المريض اجراء فحوصات دورية يحددها الدكتور المعالج.
لاجتناب مضاعفات داء السكري ننصح المرضى باتباع نمط حياة صحي من حمية غذائية صحية ورياضة والمحافظة على الوزن الطبيعي، الالتزام بالعلاج الدوائي، زيارة الطبيب المختص بشكل دوري، الاعتناء الصحي بالقدم، ضبط مستوى السكر والكولسترول في الدم وضبط ضغط الدم الشرياني، الإقلاع عن التدخين.
الوقاية وعلاج داء السكري:
لا يمكن تفادي الإصابة بداء السكري النوع الأول، ولكن خيارات نمط الحياة الصحي التي تساعد على الوقاية من حدوث داء السكري النوع الثاني او السكري الحملي قد تفيد أيضا في تقوية المناعة والوقاية من هذه الامراض. تشمل هذه الخيارات:
- تناول اطعمة صحية منخفضة الدهون والسعرات الحرارية وغنية بالألياف،
- اتباع الحمية المتوسطية التي تعتمد على تناول الأسماك والخضار والحبوب الكاملة والفواكه باعتدال.
- ممارسة الأنشطة الرياضية على الأقل لمدة 30 دقيقة يوميا.
- التخلص من الوزن الزائد
- استعمال للادوية: كلمتفرمين مثلا،وهو أول دواء يوصف للسكري من النوع الثاني بوجه عام. فهو يعمل بشكل أساسي عن طريق خفض إنتاج الغلوكوز في الكبد وتحسين حساسية الجسم للأنسولين
- سلفونيل يوريا ( Sulfonylureas): تساعد هذه المجموعة من حبوب السكر الجسم على إنتاج المزيد من الأنسولين
- ميجليتينيدس ( Meglitinides): هذا النوع من حبوب السكر يساعد الجسم على إنتاج نسبة أكبر الأنسولين، وتعمل بصورة أسرع من دواء السلفونيل يوريا.
- ثيازوليدينديونيس ( Thiazolidinediones): مثل الميتفورمين، يزيد هذا الدواء من حساسية الجسم للأنسولين، لكنها أيضاً تزيد خطر إصابتك بأمراض القلب ، ولذلك لا يمكن اعتبارها الخيار الأول للعلاج.
- مثبطات ثنائي ببتيديل ببتيداز-4 ( DPP-4 inhibitors): تساعد هذه الأدوية على خفض مستويات السكر في الدم، ولكنها قد تسبب آلام المفاصل، وقد تؤدي إلى التهاب البنكرياس.
- ناهضات مستقبل الببتيد الشبيه بالجلوكاجون-1 Glucagon-LikePeptide-1 Receptor Agonist): تستخدم هذه الأدوية في إبطاء عملية الهضم وخفض مستويات السكر في الدم.
- ناقل مشارك صوديوم/جلوكوز 2 ( Sodium-Glucose Cotransporter-2): تساعد هذه الأدوية الكلى على تصفية المزيد من السكر.
- الأنسولين: وتنقسم أنواعه إلى أنسولين سريع المفعول، أنسولين متوسط المفعول، وأنسولين طويل المفعول.
- وحتى مع تغيير نمط الحياة وتناول حبوب السكر حسب توجيهات الطبيب، فقد يستمر ارتفاع السكر في الدم، وهذا لا يعني أن المريض يأخذ علاج خاطئ، ولكن من الطبيعي أن تتقدم حالات السكر مع مرور الوقت، وبالتالي تحتاج إلى متابعة وأخذ أكثر من دواء لعلاجها، أو تبديل الأدوية وتغيير الجرعات.
تمنياتي لكم بدوام الصحة والعافية ،،،
الدكتورة أمينة سلاماني
أخصائية باطنية
المستشفى التخصصي الكندي