حوار: فادية عمار
أكّدت الشيخة جواهر بنت عبدالله القاسمي، مدير مؤسسة فن – منصة الاكتشاف الإعلامي ومهرجان الشارقة السينمائي الدولي للأطفال والشباب على أن دولة الإمارات العربية المتحدة بقيادة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة “حفظه الله” تحرص على توفير الدعــم لشــبابها وتمكينهــم لإطــلاق طاقاتهــم وقدراتهــم والمســاهمة بفاعليــة في خدمــة الوطــن والمجتمــع، حيث باتت الدولة تحتلّ مكانة ريادية بين دول العالم في مجالات تمكين الشباب والنهوض بهم بما يصنع منهم أداة قوية لتحقيق خطط التنمية المُستدامة لوطنهم.
ولفتت الشيخة جواهر القاسمي إلى أن الإمارات تضع أولوية قصوى للطفولة المُبكّرة، وتعمل بشكل حثيث وجاد على تطوير مبادرات نوعية لحماية الطفولة من التأثيرات السلبية التي أفرزتها وسائل التواصل الاجتماعي، وتعزيز قدراتهم المعرفية من خلال تعزيز وزرع المبادئ الإنسانية النبيلة لديهم مثل: مبادئ التسامح والتعايش والمحبة والسلام والعدالة ومساعدة الفقراء والمحتاجين واللاجئين والنازحين وإغاثة الملهوف ونصرة المظلوم وإكرام الجار وبذل المعروف والإعانة والرفق بالحيوان والحفاظ على الممتلكات العامة وحماية النباتات والبيئة التي تُشكّل صميم الثقافة الإماراتية.
وفي حوار أجراه موقع “أخبار السياحة الخليجية”، أكّدت الشيخة جواهر بنت عبد الله القاسمي على أن التوجيهات السامية لصاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة ساهمت في الارتقاء بمكانة إمارة الشارقة كحاضنة لإبداعات الشباب والأطفال وابتكاراتهم، بما يُسهم في توفير منصات فنون إعلامية تهدف إلى تمكين الشباب والأطفال الراغبين في تنمية مهارة صناعة الأفلام والفنون الإعلامية لديهم وتعزيز مواهبهم الإبداعية من خلال محتوى يقوم على المبادئ الثقافية السامية التي تعتزّ بها دولة الإمارات.
وقالت الشيخة جواهر: “تتمتّع الأفلام بالقدرة على إيصال رسائل مُهمّة والمُساهمة في التغيير الإيجابي لدى فئات الأطفال والشباب، لذا لا بد من التركيز على أهمية محتوى الأفلام التي يتمّ إنتاجها وبثها، حيث يمكن أن توفّر هذه الأفلام الترفيه والتعليم والإلهام للأطفال والعائلات، تعليمهم دروساً مُهمّة في الحياة، تعزيز التعاطف مع الآخرين وفهم الثقافات الأخرى مع إثارة الإبداع والخيال لديهم. لافتة إلى أن تقديم محتوى فيلم مبنى على الرسائل للعائلات والأطفال يتطلّب دراسة مُتأنية للجمهور، الحساسيات الثقافية، استراتيجيات التسويق والتوزيع وتوازن الترفيه والرسالة.
وأضافت: “ومع ذلك، يُمكن أن يُمثّل توصيل هذه الرسائل إلى العائلات والأطفال تحدّياً يتمثّل في إيجاد المحتوى المُناسب للفئة العمرية، وهذا يتطلّب من صانعي الأفلام أن يكونوا على دراية بالاحتياجات التنموية للأطفال والنقاط التي تُشكّل حساسية لدى العائلات ومن ثمّ القيام بتعديل المحتوى وفقاً لذلك. ومن بين التحدّيات التي تواجه صانعي الأفلام بروز الحساسيات الثقافية، فللأفلام القدرة على تشكيل تصوراتٍ للثقافات وأنماط الحياة المُختلفة، لذا لابد من الحرص على مراعاة السياقات الثقافية والمجتمعية للمشاهدين المُستهدفين، والجمع بين الرسالة والترفيه في سياق جاذب يُعزّز من قيمة العمل ويُساهم في انتشاره.”
وشدّدت الشيخة جواهر على أهمية المهرجانات السينمائية ورعايتها، لافتة إلى أنها تُشكّل منصة مُتميّزة للجمهور، توفر لهم جلسات مع صانعي الأفلام تتضمّن جلسات حوارية ونقاشات وورش عمل وفعاليات.”لا شيء يمكن مقارنته بتجربة التواجد في مهرجان سينمائي حقيقي حيث التفاعلات الحيّة والشبكات الاجتماعية التي تحدث خاصة عند مشاركة القصص والحرص على صنع الذكريات الخاصة”.
وقالت الشيخة جواهر القاسمي: “نؤمن في “مؤسسة فن” أن كل شخص لديه القدرة على صنع عمل فنيّ إعلامي رائع، لذا نحرص على اكتشاف وتنمية مواهبه الفريدة وإطلاق العنان لإبداعاته. وأضافت: كما نعمل، وبشغف كبير، على تمكين الفنانين الشباب في الإمارات وتعزيز مجتمع إعلامي نابض بالحياة ودعم المواهب الشابة الناشئة. تمنح «فن» تجربة حقيقية للشباب من خلال مجموعة من المنصات الإعلامية المختلفة. وتهدف منصة صناعة الأفلام إلى تطوير مهارات الطلاب وتعزيز نموهم ومساعدتهم على فهم جميع الخطوات التي تشملها صناعة الأفلام من التخطيط إلى التنفيذ”.
واختتمت الشيخة جواهر بنت عبدالله القاسمي حديثها بالقول: “إن تمكين الشباب في صناعة الأفلام يحمل أهمية كبرى، فنحن نحصل من خلال المواهب الشابّة على وجهات نظر جديدة، فلديهم الأفكار المُتميّزة المتطورة، الطاقة، والتفكير الإبداعي المُبتكر لصناعة الأفلام. كما يمنحنا تمكين المواهب الشابة من خلفيات اجتماعية وثقافية مُختلفة تنوّعاً وشمولية في المحتوى الإعلامي، جنباً إلى جنب مع إنشاء مشهد إعلامي مُستدام، متنوّع وناجح لدعم تصوراتنا المُستقبلية”.