دبي، الإمارات العربية المتحدة — بعد بضع سنوات صعبة للغاية من الركود والتراجع، بدأ قطاع الترفيه والتسلية، لا سيما في دول مجلس التعاون الخليجي، يتجه نحو استعادة زخم النمو واكتساب حيوية متجددة.
ولاحظ فرناندو ميدورا، نائب رئيس قطاع الترفيه والفنادق في مجموعة الشايع التي تتخذ من الكويت مقراً لها: “عندما أفكر بالأمر، أود أن أعتبر أن العام 2022 كان بمثابة إعادة الافتتاح الكبرى لقطاع الترفيه، ورحلة ممتعة من ’الوضع الطبيعي الجديد‘ إلى ’العودة إلى الوضع الطبيعي‘.” وأضاف: “في الكويت، لاحظنا تحولاً هاماً نحو البحث عن الترفيه محلياً، ما دفع بالكيانات المختلفة في القطاعين العام والخاص إلى تكثيف الجهود في هذا المجال.”
وفي معرض تعليقه على قطاع التسلية والترفيه في البحرين، قال محمد خليفة، مدير شركة عقارات السيف، أكبر مشغل لمشاريع الترفيه: “يتراوح متوسط الإيرادات المتولّدة عن قطاع الترفيه ما بين 6 و 8 ملايين دينار بحريني سنوياً، في بلد يبلغ عدد سكانه 1.7 مليون نسمة فقط.”
وفي إطار جهودها، أطلقت مملكة البحرين خطة التعافي الاقتصادي، والتي تهدف إلى رفع إجمالي عدد الزوّار الوافدين إلى مملكة البحرين للسياحة إلى 14.1 مليون زائر بحلول عام 2026؛ وهي مبادرة من شأنها أن تؤدي إلى تعزيز العروض التي تركز على الترفيه والتسلية.
نظرة فاحصة على مراكز الترفيه العائلية
من جانبه، قال سيلفيو ليدتك، الرئيس التنفيذي لشركة “لاندمارك ليجر”: “تحقق مراكز الترفيه الداخلي الموجودة في مواقع جيدة أداءً قوياً، وقد تمكنت في معظم الحالات من تخطي مستويات الأداء التي شهدتها قبل تفشي جائحة ’كوفيد-19‘.”
وأضاف ليدتك: ” يشكّل وقت المكوث الأطول في المكان والزيادة في الإنفاق دليلاً على النمو بشكل عام. علاوة على ذلك، بدأت العناصر الثورية مثل تقنيات الواقع الافتراضي والواقع المعزز، والنطاق الواسع للمنتجات القائمة على بروتوكول الإنترنت والترفيه الاجتماعي، في تغيير المشهد ضمن قطاعنا هذا، ما يؤدي إلى بروز سوق ديناميكي نابض بالحياة، يشهد ولادة أفكار وابتكارات ومفاهيم جديدة كل يوم تقريباً.”
لكن، وسط كل مؤشرات النمو هذه، هل يمكن التغاضي عن الاضطرابات التي تعيق سلاسل التوريد؟ والتي كانت تمثل تحدياً كبيراً في الفترة الممتدة ما بين عامي 2021 و2022.
وفي هذا السياق، أشار براكاش فيفيكاناند، المدير الإداري لشركة “أميوزمنت سرفيسز انترناشيونال” المحدودة (Amusement Services International LLC): “شهد سلاسل التوريد تحسّناً ملحوظا ومؤكداً منذ الظروف الاستثانئية الصعبة التي شهدناها في الفترة ما بين العامين 2021 و2022. وفي حين تراجعت أوقات إنتاج المنتجات منذ ديسمبر 2022، إلا أننا لم نعد بعد إلى المستويات نفسها التي كانت سائدة ما قبل جائحة ’كوفيد-19‘.”
كذلك، ومع ظهور مجموعة متنوعة من مرافق الترفيه والتسلية الجديدة في جميع أنحاء المنطقة، بدأنا نشهد حزمة واسعة وعميقة من العروض بالفعل.
وأكمل فيفيكاناند: “يبحث المستهلكون اليوم عن رحلة ترفيهية وتجربة محسّنتين، بالتالي، لا بد أن يكون التركيز على ربط المحتوى المتطور بتجربة عملاء محسنة تجعل من كل زيارة تجربة منقطعة النظير لا تُنسى بسهولة.”
وفي هذا السياق، تنعقد النسخة السادسة من مؤتمر التسلية والترفيه والجذب السياحي (LEA) في 13 مارس 2023، بهدف مناقشة الفرص والتحديات التي تواجه القطاع. هذا ويُعقد التسلية والترفيه والجذب السياحي (LEA) في الموقع عينه مع مؤتمر المنتزهات المائية 2023 (12 مارس)، الذي ينظمه مجلس الترفيه في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا “مينالاك” (MENALAC)، ويوم السلامة (14 مارس) وحفل التوزيع السنوي لجوائز مجلس الشرق الأوسط وشمال أفريقيا للترفيه والجذب السياحي (مينالاك) بتاريخ 15 مارس.