بين الهندسة الإلكترونية ومنصات الإعلام التقليدي وصناعة المحتوى والشعر النبطي الذي يعشقه ويتميز في نظم قوافيه، يتنقل المهندس الإعلامي الإماراتي مروان الشحي، ليثري تجاربه وينوّع خبراته، في الوقت الذي يظل تعزيز قيم الهوية الوطنية وعكس صورة مضيئة للمجتمع ورد الجميل للإمارات، أكبر انشغالاته التي يوظف لها جميع قدراته.
يحجز الإعلام مساحة واسعة من اهتمامات الشحي، بعد أن انطلق فيه منذ أربعة أعوام، ليطوف محطات عدة شملت برامج أسرية واجتماعية مختلفة أبرزها «الإمارات هذا المساء» و«دار الحي» و«تواصل» وبرامج وحلقات خاصة عدة أخرى على «سما دبي»، أهلته في وقت قصير، ليكون ضمن قائمة مقدمي البرامج الأساسيين.
وعن التجارب الإعلامية الأقرب إلى قلبه، قال مروان الشحي لـ«الإمارات اليوم»: «يُعد برنامج (12/8) الذي حقق مشاهدات عالية على القناة، أكثر البرامج القريبة إلى قلبي، لنجاحه في طرح تجارب شبابية ومحلية محفزة، ومحتويات هادفة وملهمة، في أجواء استثنائية من الحماسة والتلقائية الواضحة التي جذبت إليها أنظار المشاهدين».
وحول قصة هذا الميل الذي دفعه نحو التلفزيون، أكد أن انطلاقة شرارة الموهبة كانت من تجارب الطفولة، فالإذاعة المدرسية كانت أحد أسباب تشكيل شخصيته الإعلامية، التي صقلها مع الوقت، عبر تقديم الفعاليات واللقاءات والجلسات بالتعاون مع جهات ومؤسسات حكومية، وصولاً إلى «سما دبي» التي دخلها بمحض «صدفة سعيدة»، من بوابة إحدى المقابلات التي حققت انتشاراً واسعاً بين الجمهور، والتي أجراها الشحي مع مراسل إحدى القنوات الرياضية، على هامش حضوره كأس العالم 2018 بروسيا، لافتاً إلى أنه على الرغم من أن دخوله الإعلام كان صدفة، إلا أن تجربته فيه ستظل اختياراً وعشقاً.
صناعة المحتوى
دخل الشحي عالم «السوشيال ميديا» بشكل أكبر، أخيراً، عقب تخرجه في برنامج «فارس المحتوى» التابع لأكاديمية الإعلام الجديد الذي أهله لاقتحام هذه التجربة بشكل أفضل، وتغطية فعاليات متنوعة في الدولة بطريقة مختلفة. وحول أهمية هذه الخطوة في الارتقاء بالمحتوى بشكل عام في الإعلام الجديد، أوضح الشحي: «تعتمد خطوة تعلم تجارب صناعة المحتوى أكاديمياً على الدراية بسبل التعامل الذكي مع فضاءات التواصل الاجتماعي بما يهدف إلى بث رسائل إيجابية بطرق متعددة ومتنوعة، قد تكون فيها الكوميديا أو الترفيه أحياناً، الجسر الأمثل لإيصالها. في الوقت الذي يعتمد نجاح صانع المحتوى على حسن اختيار المواد المطروحة وفهم الجمهور وقوة الانتشار؛ وبالتالي التأثير الذي يُعد أهم وأبرز مراحل نجاحه»، منوهاً بأن الجمهور «بات أكثر حنكة في اختيار ما يناسبه، إذ لا يبحث اليوم عن الأشخاص بقدر بحثه عن المحتوى الجاذب».
وتابع في وصف تجربته الجديدة والمحتويات التي يهتم بتقديمها: «بحكم عملي في المجال الإعلامي، وتعاملي الدائم مع الجهات والمؤسسات، وبالتالي، قربي الدائم من كل فئات المجتمع، فإنني أفضل أن أجعل محتواي قريباً مما أقدمه في مجال التلفزيون ومنخرطاً في نفس إطار المبادرات الحكومية والمجتمعية المتنوعة»، معتبراً هذه الخطوة نوعاً من رد الجميل للإمارات وتعزيزاً للقيم الوطنية وانعكاساً للوجه المضيء للمجتمع الإماراتي ولشبابه الطموح.
شغف
وشدد الشحي على ارتباطه الوثيق بالهندسة الكهربائية التي كرس لها جزءاً كبيراً من حياته واهتماماته، فانخرط في دراستها وامتهانها إلى جانب العمل الإعلامي، مشيراً إلى أن الفرص الوظيفية التي أتيحت له آنذاك في المجال، بعد استكماله مرحلة الدراسة الجامعية، كانت أسرع في مسارات الهندسة، منها في الإعلام.
ووسط كل تلك الاهتمامات يحضر الإبداع، إذ تعلق الشحي بالشعر النبطي في مرحلة الدراسة، من بوابة بعض المحاولات الصغيرة. وقال: «كانت محاولات عشوائية غير منظومة إلا أنه مع مرور الوقت، وتزايد اهتمامي بسماع القصائد ومتابعة برامج الشعر، باتت أذني موسيقية نوعاً ما، وقادرة على نظم قصائد شبه موزونة نالت الكثير من الإعجاب والاهتمام وأهمها تجربة قصيدة بحضور صاحب السمو الشيخ حميد بن راشد النعيمي، عضو المجلس الأعلى حاكم عجمان، التي أعتبرها حاسمة، لما سجلته من نجاح لفت الأنظار إلى موهبتي الشعرية. حينها، قررت التوقف وتعلم أساسيات البحور والأوزان والقوافي بشكل أفضل على الإنترنت، وصولاً إلى طرح تجربتي بشكل موسع في مناسبات وأمسيات شعرية عدة في أكثر من مكان في الإمارات ولاحقاً في عدد من برامجي التلفزيونية وفي منصات التواصل الاجتماعي».
فرص وتحديات
في وصف أكبر التحديات التي واجهها في مجال الإعلام، أكد مروان الشحي أن انشغاله بمجال مهني آخر (الهندسة)، قد أسهم بشكل أو بآخر في حرمانه فرصاً ذهبية توافرت له أكثر من مرة لتحقيق الشهرة في الإعلام، مجال شغفه، مضيفاً «عندما تتعارض الفرص مع مستلزمات الدوام الوظيفية، فإنك ترغم على رفضها. إلا أنني أبقى اليوم سعيداً بالمساحة التي وفرتها لي اليوم (السوشيال ميديا) للانتشار والتأثير وتحقيق جزء من طموحي».
مروان الشحي:
«برنامج (12/8) الذي حقق مشاهدات عالية على قناة سما دبي، أكثر البرامج القريبة إلى قلبي».
«شرارة الموهبة كانت من الإذاعة المدرسية التي كانت أحد أسباب تشكيل شخصيتي الإعلامية».