الرياض، المملكة العربية السعودية — فازت شركة “أتكنز”، وهي عضو في مجموعة “إس إن سي-لافالين”، بعقد لتقديم الخدمات الاستشارية لتنفيذ مشروع مدينة “ذا لاين” في “نيوم” في المملكة العربية السعودية. ستشكل مدينة
“ذا لاين” نقلة نوعية في الحياة الحضرية من خلال تقديم بيئة خالية من الطرق أو السيارات أو التلوث الناتج عن الانبعاثات، لتوفير تجربة معيشة غير مسبوقة.
وتعدّ “ذا لاين” مدينة خطّية ذكية، يبلغ عرضها 200 متر فقط وتمتد على طول 170 كيلومتراً، وسيتمّ بناؤها على مساحة لا تتجاوز 34 كيلومتراً مربعاً. وستّضم في نهاية المطاف نحو 9 ملايين نسمة من السكان، وهو أمر غير مسبوق مقارنة بالمدن الأخرى بهذا الحجم، كما تم تصميم المدينة حول الطبيعة، مع حماية 95% من مساحتها الإجمالية، مما يدعم بيئة “نيوم” وتراثها الغني.
وبموجب هذا العقد الذي تبلغ مدته خمس سنوات، وبالتعاون مع “نيوم” ومؤسسات تقديم الخدمات الشريكة الأخرى، ستتولى “أتكنز” توفير الخدمات الاستشارية في مجالات إدارة المشاريع والبناء لأعمال التصميم والمشتريات والاختبار والتشغيل ذات الصلة بالمشروع، إضافة إلى إدارة الجوانب الحيوية التي تشترك فيها مدينة “ذا لاين” مع مشاريع “نيوم” الأخرى والمسائل اللوجستية المرتبطة بها. حيث تبنى المشروع نهجاً تعاونياً للغاية من حيث تقديم الخدمات نظراً لحجمه وسماته المتطورة ومتطلبات سلسلة التوريد والابتكار.
إلى ذلك، قال فيليب هور، رئيس “أتكنز”: “نحن فخورون بنيلنا الفرصة لتقديم خبراتنا العالمية في مجال الحلول الهندسية والتقنيات الرقمية لتحقيق مستقبل ذو انبعاثات صفرية والمساهمة في تطوير إرث دائم للمملكة العربية السعودية وأهلها، من خلال مدينة ذا لاين التي تعد مشروعا رائداً هو الأول من نوعه في العالم”، وأضاف: “من خلال هذه الشراكة سنعمل عن كثب مع نيوم وشركائنا للربط بين الأشخاص والبيانات والتقنية بطريقة سلسة من أجل تحفيز الابتكار وتعزيز القيمة والكفاءة في هذا المشروع الضخم. ويتمثّل هدفنا المشترك في إحداث تحوّل جذري في الطريقة التي يتم بها تقديم الخدمات في مشاريع البنية التحتية الرئيسية، وبالتالي، ستوفر مدينة ذا لاين، برؤيتها المبتكرة وتصميمها المتطور، فرصة رائعة لنا كي نبرهن على ما يمكن أن نحققه في هذا المجال”.
وتقدم “ذا لاين” نهجاً جديداً لتصميم المدن، يركز على مفهوم “انعدام الجاذبية”، من خلال توزيع وبناء مكونات المدينة على شكل طبقات عمودية تتيح للسكان إمكانية التحرك بسلاسة في ثلاثة اتجاهات (إلى الأعلى، وإلى الأسفل، وأفقياً). وستعتمد البنية التحتية للمشروع على أحدث التقنيات الذكية المستدامة، التي تشتمل على المرافق الأساسية وخدمات النقل، ما يسهم في بناء مجتمعات خالية من السيارات والشوارع.
من جانبه، قال كامبل غراي، الرئيس التنفيذي لمنطقة الشرق الأوسط وأفريقيا في شركة “أتكنز”: “تتمتع (أتكنز) بحض
ور راسخ منذ أكثر من 50 عاماً في منطقة الشرق الأوسط، وقد لعبت دوراً بارزاً وحيوياً في دعم التحوّل في المنطقة من خلال تقديم مجموعة من المشاريع الأكثر شهرة وتطوّراً”. وأضاف: “تعدّ المملكة العربية السعودية من أكثر أسواق النمو ديناميكية في العالم، ونحن ملتزمون بدعم طموحات البلاد من خلال خبرتنا الهندسية العالمية ومعرفتنا المحلية العميقة واستثمارنا في المواهب المستقبلية في المملكة، ومن خلال هذه الشراكة سنعمل عن كثب مع (نيوم) لتعزيز القيمة والكفاءة من خلال تبني التقنيات المبتكرة ومعايير الاستدامة ذات المستوى العالمي”.
وعلى الصعيد العالمي، طوّرت “إس إن سي-لافالين” برنامج “هندسة الانبعاثات الصفرية” (Engineering Net Zero) بغرض التركيز على قيادة قطاع الخدمات الهندسية لتقليل الانبعاثات إلى المستويات الصفرية في أسرع وقت ممكن، عبر مساعدة العملاء على إدارة المخاطر المناخية وبناء المرونة المناخية للتكيّف مع التغييرات. ومن خلال خدماتها الاستشارية والبيئية، تتولى الشركة أيضاً مساعدة العملاء على تحقيق كامل إمكانات مشاريعهم من خلال اعتماد تحليلات البيانات المتقدمة بالوقت الفعلي والتعلم الآلي والذكاء الاصطناعي، لتحديد أولويات المهام، ودعم الاتخاذ المبكّر للقرارات وتعزيز التعاون.
وقد عززت “أتكنز” حضورها المحلي في المملكة العربية السعودية من خلال إنشاء مكاتب إقليمية لها في كلّ من الرياض وجدّة والخبر والعلا، لدعم العملاء في قطاعات المباني والأماكن والنقل والطاقة والمياه. وتعد “بوابة الدرعية”، و منتزه “6 فلاجز القدية” الترفيهي والمترو في مدينة الرياض ومطار الملك عبدالعزيز الدولي في جدة، من أبرز المشاريع السعودية التي تشارك فيها الشركة.