مانشستر، إنجلترا — بعد مرور نحو 100 ساعة على وقوع الزلزال الأول الذي ضرب شمال غرب سوريا، قامت منظمة “هيومان أبيل” الخيرية العالمية بتأمين ألف منزل من الطوب مبنيّ حديثاً كمساكن للعائلات النازحة داخلياً التي فقدت منازلها جرّاء الزلزال المدمّر الذي ضرب المنطقة مؤخراً.
هذا وتُعدّ منظمة “هيومان أبيل” أوّل منظمة إنسانية دولية غير حكومية تقدّم منازل دائمة كمأوى للأشخاص الذين فقدوا منازلهم في شمال غرب سوريا نتيجة الكارثة الطبيعية التي حلّت بالمنطقة.
وتعتبر هذه المنازل جزءاً من مشروع “هيومان أبيل” المُسمّى بـ”الزهور” (باللغة الإنجليزية “بلدة الزهور”) الذي يقوم على بناء مساكن بالقرب من مدينة إدلب في شمال غرب سوريا، والذي استُكمل في الآونة الأخيرة لتوفير أماكن سكن دائمة لألف عائلة سورية نازحة داخلياً بسبب الصراع المستمر.
يتكوّن كلّ منزل من طابق واحد ذات تصميم حديث ويتضمن غرفة نوم وغرفة معيشة ومطبخ وحمام وسيتمّ تزويده بالكهرباء
والمياه الجارية. ويشكّل هذا المشروع جزءاً من مشروع تنمويّ كبير تنفذّه المنظمّة الخيرية سعياً منها لمواصلة جهودها المبذولة للتخفيف من معاناة العائلات النازحة في المنطقة.
وتأتي عملية بناء بلدة الزهور، التي تجسّد نجاح منظمة “هيومان أبيل” في بناء منازل دائمة للعائلات النازحة في سوريا، في أعقاب بناء أول مستعمرة سكنية تضمّ 272 منزلاً نجحت في إيواء العائلات النازحة في منطقة أعزاز، شمال إدلب.
وقد نشطت منظمة “هيومان أبيل” في إدارة الخدمات والمشاريع الإنسانية في شمال غرب سوريا على مدار العقد الماضي، حيث قدمت ولا تزال الكثير من المساعدات الطبية والإنسانية. ويركز أكبر برنامج مستمر لها في المنطقة على الرعاية الصحية مثل العيادات المتنقلة ومستشفى الإيمان التابع لها والذي تديره منذ عام 2014. ويقدّم هذا المستشفى الرعاية الطبية الأولية المستمرة وجناحاً للولادة للسكان المحليين، بالإضافة إلى المساعدة الطبية التي تشتد الحاجة إليها لأكثر من 2,300 شخص في شمال غرب سوريا كل شهر.
وفي معرض تعليقه على هذا الأمر، قال الدكتور محمد عشماوي، الرئيس التنفيذيّ لمنظمة “هيومان أبيل”: “ستبقى المنازل متوافرة للعائلات النازحة داخلياً في شمال غرب سوريا، إلّا أنّنا سنعطي الأولوية الآن للعائلات السورية التي فقدت منازلها وممتلكاتها نتيجة الزلزال المميت الذي وقع مؤخراً. وحالياً، يُسجّل لدينا عدد أكبر من النازحين في منطقة نزح إليها بالفعل 2.8 مليون شخصاً – من إجمالي عدد السكان البالغ 4 ملايين. تتطلب العواقب الوخيمة التي أسفرت عن هذه الكارثة مساعدات دولية واسعة النطاق. فبعض هذه العائلات النازحة لا تملك حتى خيمة تحميها من ظروف الشتاء القاسية الحالية أو تقيها حرارة الصيف الشديدة المقبلة”.