دبي، الإمارات العربية المتحدة — مع استمرار تراجع الضغوط التضخمية، تسير العملات الرئيسية للقوى العظمى في العالم على مسار الاستقرار. حيث قامت البنوك المركزية تكراراً برفع أسعار الفائدة لتقويض الأموال الساخنة التي أحرقها عدم استقرار الاقتصاد الكلي والمخاوف المتزايدة من الركود الوشيك.
تراجع الدولار الأمريكي
كان الدولار الأمريكي في حالة غير مستقرة صعوداُ ونزولاُ في عام 2022، هذا ما أثر على السوق العالمي سلبياُ، مدفوعًا باختلالات العرض والطلب، وارتفاع أسعار الطاقة، وحالات COVID-19 الجديدة في الصين وغيرها من العوامل المؤثرة على العالم. لم يفكر المجلس الاحتياطي الفيدرالي مرتين في رفع أسعار الفائدة بقوة لترويض التضخم، ويعكس مؤشر الدولار المتناقص تعافي السوق.
بالنظر إلى التوقعات؛ أن البنك الاحتياطي الفيدرالي سيكون أقل عدوانية مع رفع أسعار الفائدة في المستقبل، فإن التركيز سوف يكون حول سطوع البيانات من جميع أنحاء العالم.
ارتفاع اليورو
يمكن القول إن اليورو كان الأكثر تضررًا من المجموعة، حيث تدهور إلى أدنى مستوياته على مدار 20 عامًا، حيث ارتفعت أسعار الطاقة بسبب الحرب الروسية الأوكرانية، كما أدى إغلاق نورد ستريم 1 عالي الاستخدام إلى زيادة تقييد إمدادات الطاقة في القارة. وقد أدى ذلك إلى الفوضى وتبع ذلك ارتفاعًا قياسيًا في معدلات التضخم، وهذا ما أدى لتزايد شكوك المستثمرين وزيادة إحجام المستهلكين عن الإنفاق والاستثمار.
كان البنك المركزي الأوروبي مترددًا تاريخيًا في رفع أسعار الفائدة، وقد حذا حذو الدول الكبرى الأخرى في نهجها تجاه مكافحة التضخم، مما أدى إلى إذهال الأسواق بعد رفع أسعار الفائدة بمقدار أكبر من المتوقع في يوليو.
تبدو التوقعات على المدى القصير متفائلة، ولكن المكاسب قد تكون محدودة لأن سوق السندات في منطقة اليورو لا يُظهر نموًا قويًا.
اليوان الصينية
عملة واحدة يجب البحث عنها، هي اليوان الصيني. الذي تم إعاقة استقرارها بشكل كبير بسبب موجات COVID-19 المتكررة التي دفعت السلطات إلى تطبيق عمليات إغلاق على مستوى المدينة؛ ووقف النشاط التجاري والإنفاق على نطاق واسع. ونتيجة لذلك، استمر اليوان في الانخفاض في عام 2022.
لعب تحول الأمة الآسيوية بعيدًا عن سياستها الصارمة “COVID-Zero” دورًا مهمًا في نشر التفاؤل بشأن التعافي. مع رفع القيود، بدأ اليوان رحلته للتعافي.
في حين أن النشاط التجاري والاستهلاكي في ازدياد، قد تظل الصادرات مقيدة مع ضعف الاقتصاد العالمي، وقد تظل ظروف سوق الصرف الأجنبي متقلبة مما سيؤدي إلى الحد من نمو اليوان الصيني على المدى القصير.