يعتبر سوق المركبات الكهربائية في منطقة الشرق الأوسط في مراحله الأولى إلا أنه يمتلك بوادر واعدة للنمو. حيث يتميز المشهد العام للمنطقة بارتفاع أسعار النفط والاعتماد على الوقود الأحفوري. ومع ذلك فإن الوعي المتزايد بالقضايا البيئية والحاجة إلى تقليل انبعاثات غازات الاحتباس الحراري يدفع إلى تبني المركبات الكهربائية في المنطقة.
المهندس ناصر البحري: “تم تركيب أكثر من 1500 محطة شحن عامة في جميع أنحاء دولة الإمارات. وهناك المزيد في المستقبل القريب”.
ويُعد الطلب المتزايد على النقل المستدام أحد الدوافع الرئيسية للتنقل الكهربائي في منطقة الشرق الأوسط. فالحكومات في المنطقة تدرك أهمية الحاجة إلى تقليل بصمة الكربون الخاصة بها وتقوم بتنفيذ سياسات تدعم الاعتماد على المركبات الكهربائية. فعلى سبيل المثال أعلنت دولة الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية والبحرين وسلطنة عمان عن أهدافها في الحياد المناخي. إضافة إلى ذلك تقدم العديد من البلدان في المنطقة حوافز تشجيعية لشراء المركبات الكهربائية مثل الإعفاءات الضريبية والمساعدات.
ووفقاً للمهندس ناصر البحري. رئيس اللجنة المنظمة لمعرض ومؤتمر المركبات الكهربائية (EVIS) فإن التقدم في سوق المركبات الكهربائية في الشرق الأوسط يعتبر بطيئاً حتى الآن. لكنه بدأ في الانتعاش. حيث نشهد زيادة في عدد محطات شحن المركبات الكهربائية. وهناك العديد من الشركات التي بدأت تستثمر في إنتاج المركبات الكهربائية والبحث والتطوير. فعلى سبيل المثال تخطط مصر لتركيب 3000 محطة شحن كهربائية في جميع أنحاء الدولة. وبدورها قامت دولة الإمارات بتركيب أكثر من 1500 محطة شحن عامة في جميع أنحاء الدولة. بالإضافة إلى ذلك فقد أعلنت المملكة العربية السعودية عن خطط لاستثمار 50 مليار دولار في إنتاج السيارات الكهربائية على مدى العقد المقبل وأعلنت بالفعل عن وجود منشأتين محليتين للتصنيع تنتج المركبات الكهربائية في المملكة هما (Lucid Motors و Ceer) “.
ومن جانبه قال السيد رافين ميرشانداني. رئيس مجلس إدارة شركة Quench EV Chargers: “يعتبر سوق الشرق الأوسط وشمال إفريقيا سوقاً مميزاً لقطاعي شحن المركبات الكهربائية وطاقة الهيدروجين. فالعديد من الدول في المنطقة اليوم تتأثر للغاية بالتحول العالمي للطاقة ولديها استراتيجيات دقيقة للانتقال إلى التنقل الكهربائي والهيدروجين. ومع هذا وفي ظل الظروف الجوية القاسية في المنطقة. فإن فشل المعدات الإلكترونية للطاقة كالبنية التحتية للشحن يعدُ أمراً كبير جداً. وبالتالي للتغلب على هذه الظروف فقد طورنا أجهزة الشحن لتعمل بكفاءة في درجات حرارة تتراوح من -55 درجة إلى + 55 درجة. لهذا كلنا أمل أن تصبح شركة Quench EV Chargers جزءاً لا يتجزأ من رحلة التنقل الكهربائي في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا”.
وبدوره صرح رامي أبو حياة. الرئيس التنفيذي لشركة CATEC Mobility قائلاً: “تتولى منطقة الشرق الأوسط زمام المبادرة في قيادة التنقل الكهربائي. وتتصدر دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية هذا الاتجاه. حيث من المتوقع أن ينمو سوق المركبات الكهربائية في دولة الإمارات العربية المتحدة وحده بمعدل سنوي يصل إلى 30% بين عامي 2022 و 2028. وهناك مجموعة من العوامل ستساهم في هذا النمو مثل ارتفاع أسعار الوقود والالتزامات الوطنية للحياد المناخي. وزيادة قاعدة المستهلكين الأكثر وعياً بالبيئة. ونتيجة لذلك ومع زيادة عدد المركبات الكهربائية على الطريق. ستزداد الحاجة إلى بنية تحتية موثوقة ومريحة لشحن المركبات الكهربائية. مما يوفر فرصة عظيمة للشركات للاستثمار في تطوير البنية التحتية اللازمة للشحن”.
وعلى الرغم من هذا التقدم إلا أنه لا تزال هناك العديد من التحديات التي تواجه سوق المركبات الكهربائية في الشرق الأوسط. ويتمثل أحد تلك التحديات الرئيسية في ضعف البنية التحتية لشحن المركبات الكهربائية. حيث أن توفر عدد محدود من محطات شحن المركبات الكهربائية يجعل من الصعب على مالكي المركبات الكهربائية السفر لمسافات طويلة. كما أن التكلفة العالية للمركبات الكهربائية تشكل عائقاً إضافياً أمام العديد من المستهلكين. وهناك تحدي آخر هو نقص وعي المستهلك بالمركبات الكهربائية فكثير من الناس في المنطقة ليسوا على اطلاع كافٍ بالمركبات الكهربائية وبفوائدها. وهناك أيضاً نقص في التعليم والمعلومات الخاصة بتلك التكنولوجيا.
ومع ذلك. فإن التحديات تقدم فرصاً لسوق المركبات الكهربائية في منطقة الشرق الأوسط. حيث يوفر الطلب المتزايد على النقل المستدام والدعم الحكومي للمركبات الكهربائية فرصاً مميزة للشركات للاستثمار في إنتاج المركبات الكهربائية وتوزيعها. وبالإضافة إلى ذلك فإن قلة البنية التحتية لشحن المركبات الكهربائية تعتبر فرصة كبيرة للشركات للاستثمار في تطوير محطات الشحن والبنية التحتية الأخرى.
وختاماً لا يزال سوق المركبات الكهربائية في منطقة الشرق الأوسط في مراحله الأولى. لكنه يظهر بوادر نمو واعدة. نتيجة لما تنفذه الحكومات في المنطقة من سياسات تدعم اعتماد السيارات الكهربائية. ونتيجة لاستثمار العديد من الشركات في إنتاج المركبات الكهربائية والبحث والتطوير. ومع ذلك لا يزال هناك عدد من التحديات الرئيسية في هذا السوق مثل الافتقار إلى البنية التحتية لشحن المركبات الكهربائية وارتفاع تكلفة المركبات الكهربائية. ولكن على الرغم من هذه التحديات فهناك أيضاً مجموعة من الفرص للشركات للاستثمار في إنتاج وتوزيع المركبات الكهربائية وتطوير محطات الشحن والبنية التحتية الأخرى.
والجدير بالذكر أن العاصمة أبوظبي ستستضيف خلال الفترة من 29 إلى 31 مايو 2023 معرض ومؤتمر المركبات الكهربائية (EVIS). والتي يتوقع لها أن تلعب دوراً رئيسياً في تسريع أجندة التنقل الكهربائي في المنطقة. حيث ستجمع القمة قادة الصناعة وصناع السياسات والخبراء من جميع أنحاء العالم لمناقشة أحدث التطورات والاتجاهات في سوق المركبات الكهربائية. لتُشكل القمة بذلك منصة بارزة لتبادل المعرفة والأفكار وأفضل الممارسات. واستكشاف فرص التعاون والشراكات.
وسيعرض الحدث أيضاً أحدث التقنيات والابتكارات في صناعة السيارات الكهربائية. مما يساهم في زيادة وعي وتثقيف الجمهور عن فوائد المركبات الكهربائية. فضلاً عن تعزيز اعتماد المركبات الكهربائية في المنطقة من خلال عرض أحدث التقنيات والابتكارات في صناعة المركبات الكهربائية. بالإضافة إلى ذلك سيساعد القمة في زيادة الوعي بأهمية النقل المستدام والحاجة إلى تقليل انبعاثات غازات الاحتباس الحراري في المنطقة. وستكون خطوة كبيرة إلى الأمام في رحلة المنطقة نحو مستقبل أكثر استدامة.