دبي، الإمارات العربية المتحدة — أعلن البنك الدولي أن الاقتصاد الهندي نجح بالتغلب على التحديات التي فرضتها البيئة الخارجية الصعبة بفضل مرونته العالية.
وأشار التقرير الذي يتناول أحدث مستجدات التنمية في الهند والذي صدر في ديسمبر، أن البنك الدولي قد عدّل توقعاته بشأن نمو الناتج المحلي الإجمالي للبلاد للسنة المالية 2022-2023 الذي شهد زيادة إلى %6.9 من %6.5 في أكتوبر 2022، بفضل النتائج القوية التي حققتها الهند في الربع الثاني من السنة المالية 2022-2023 (من يوليو إلى سبتمبر).
وفي معرض تعليقه على الأمر، قال أوغست تانو كوامي، المدير القطري للبنك الدولي في الهند: “لقد استطاع اقتصاد الهند التغلب بشكل ملحوظ على البيئة الخارجية المتدهورة بفضل مرونته المتميزة، وقد ساعدت الأساسيات القوية على صعيد سياسات إدارة الاقتصاد الكلي في جعل الاقتصاد الهندي في وضع جيد مقارنة بالاقتصادات الناشئة الأخرى.” وأضاف: “مع ذلك، لا تزال هناك حاجة إلى التيقظ المتواصل، في ظل استمرار التطورات العالمية المعاكسة.”
هذا رأي الكثير من المحللين في قطاع الاستثمار. ففي مقابلة مع “ترايدر ماغازين” تناولت التطورات في الاقتصاد الكلي لهذا العام، قال سيام كي. بيه.، أحد المحللين الماليين في شركة “جلف بروكرز”: “كما هي الحال بالنسبة للدول الأخرى على مستوى العالم، كانت للحرب على أوكرانيا عواقب كبيرة أثّرت على الاقتصاد الهندي. نحن نعلم بالفعل أن الهند هي ثالث أكبر مستورد ومستهلك للنفط في العالم بعد الولايات المتحدة والصين. وقد شهدت الهند ارتفاعاً حاداً في معدل التضخم منذ بداية الحرب الروسية الأوكرانية، مدفوعاً بارتفاع أسعار النفط الخام في الأسواق الدولية. لكن الأزمة كان لها تأثير أقل بكثير على الهند مقارنة بالدول المتقدمة الأخرى.”
وبحسب تقرير البنك الدولي، شهد الوضع الخارجي للهند تحسناً كبيراً خلال العقد الماضي. إذ يحظى عجز الحساب الجاري بتمويل كافٍ من خلال تحسين تدفقات الاستثمار الأجنبي المباشر، ووجود مبالغ كبيرة من الأموال الأجنبية في الاحتياطيات تعمل بمثابة وسادة في حال حدوث أي أزمة – إذ تملك الهند واحدة من أكبر احتياطيات النقد الدولي في العالم.
كما أكد سيام كي. بيه. إمكانية نمو الاستثمارات الأجنبية بشكل أكبر، وأضاف: “على المدى الطويل، هناك فرصة كبيرة بأن تتفوّق الهند على الصين وتصبح القطب الجديد للتصنيع في قطاعات مثل الإلكترونيات والسيارات، لكن الأمر لن يكون بمثل البساطة التي يبدو عليها. فقد كشفت شركة آبل أنها تعتزم نقل نحو 25%من خطوط انتاج هواتف آيفون إلى الهند بحلول عام 2025 لتقليل اعتمادها على العمليات التي تتخذ من الصين مقراً لها.”