دبي، الإمارات العربية المتحدة — في خضم الركود الاقتصادي العالمي، يُتوقّع أن يتباطأ النمو الاقتصادي في آسيا إلى %4.2 هذا العام، أي أقل بمقدار 0.7 نقطة مئوية من توقعات صندوق النقد الدولي لشهر أبريل وأبطأ من معدل النمو البالغ %6.5 عام 2021. ووفقاً لتقرير صندوق النقد الدولي، سينخفض النمو الاقتصادي في آسيا لعام 2023 إلى %4.6، أي بانخفاض قدره 0.5 نقطة مئوية.
ومع ذلك، يبدو أن الأسواق الآسيوية تحقق أداءً أفضل مقارنةً بنظيراتها الغربية الرئيسية. وقد تكون الاستثمارات الجديدة أحد أسباب استمرار ارتفاع الأرقام. وفي هذا السياق، علّق شديق زمين، نائب رئيس شركة “جولدن بروكرز” دبي وأحد أكبر الوسطاء المتخصصين في الأسواق الآسيوية، قائلاً: “أنا على يقين من زيادة الاستثمارات الآسيوية حتى عام 2023، خاصةً في الهند ودول مجموعة الآسيان. وبينما أدّت الاضطرابات السياسية الحالية في أوروبا إلى تقييد حركة السيولة، إلّا أنّنا نتوقع أن يتغيّر هذا الواقع قريباً وأن تتحول السيولة إلى الأسواق المذكورة أعلاه. ونُشير إلى أنّ بعض أفضل القرارات الاستثمارية تُتخذ في فترات الركود”.
وتتفوق دول مجلس التعاون الخليجي في الأداء على بقية القارة. ووفقاً للبنك الدولي، يتوقّع أن ينمو اقتصاد المملكة العربية السعودية، وهي أكبر اقتصاد في دول مجلس التعاون الخليجي، بنسبة %7 عام 2022. ويُتوقّع أن يرتفع الناتج المحلي الإجمالي لدولة الإمارات العربية المتحدة بنسبة %4.7، بينما يتوقّع أن ينمو الاقتصاد القَطَري بنسبة %4.9 بحلول نهاية عام 2022، يليه نمو بنسبة %3.4 و%3.6 وبنسبة %4.5 و%4.4 في عامي 2023 و2024 على التوالي.
وأوضح شديق زمين العوامل التي تُحدث هذا التغيير عند مقارنة المناطق قائلاً: “ساهم قطاع النفط والغاز تاريخياً في نهضة منطقة الخليج، ومع ذلك، اعتمدت دول مجلس التعاون الخليجي خلال الأعوام الأخيرة سياسة التنويع الاقتصادي، وتحقق معظم دول مجلس التعاون الخليجي إيرادات متزايدة من القطاعات غير النفطية. وشهدنا أيضاً كيف حوّلت بطولة كأس العالم لكرة القدم الدوحة إلى منطقة جذب سياحي وثقافي. وتشهد دول مجلس التعاون الخليجي انعقاد أنشطة مماثلة، تُمكّنها، برأيي، من تحقيق معدلات نمو تتخطّى المتوسط الآسيوي”.
ويُسلّط توسع أنشطة الاستثمار في قطاع التجزئة الضوء على الإقبال الاستثماري الذي تشهده المنطقة، وفقاً لشركة “جولدن بروكرز” دبي. وأوضحت الشركة أنّ: “أرقام النمو التي حققناها مشجعة للغاية، كما أنّ رياح الاقتصاد العام تهبّ في صالحنا. وخلال العام الماضي، أطلق العديد من الوسطاء عملياتهم في دبي. وعلى الرغم من تنافسيّتها العالية، إلا أنني أشعر أن هذا سيصبّ في مصلحة العميل النهائي فحسب”.