دبي، الإمارات العربية المتحدة: في حدث تاريخي فريد من نوعه سيقام في 9 نوفمبر 2022، سيستضيف متحف مفترق طرق الحضارات في دبي، الناجية من محرقة اليهود “الهولوكوست” إيف كوجلر (91 عاماً)، التي ستروي قصة نجاتها والتجربة التي عاشتها في الهولوكوست للجمهور في الإمارات العربية المتحدة. سيكون هذا الحدث الذي سيُقام في دولة الإمارات العربية المتحدة في متحف مفترق طرق الحضارات، الذي أسسه معالي السيد أحمد عبيد المنصوري، بمثابة الفعالية الافتتاحية لفصل جديد من برنامج مسيرة العيش (March of the Living)في دول الخليج، بحضور إيتان نيشلوس، السفير المعيّن لمنظمة “مارتش أوف ذا ليفينج” في دول الخليج.
سيصادف هذا الحدث الذكرى الـرابعة والثمانين لـليلة البلور (Kristallnacht)، أو ما يُعرف بمذبحة نوفمبر، عندما تم إحراق مئات المعابد اليهودية في جميع أنحاء ألمانيا وتدمير أو إتلاف آلاف الشركات المملوكة لليهود من قبل المخربين النازيين. وقد قُتل ما يناهز المائة يهودي واعتُقل حوالي 30 ألف آخرين تم إرسالهم إلى معسكرات الاعتقال، الأمر الذي شكّل نقطة تحول مشؤومة في التاريخ ومنعطفاً رئيسياً في مسار تطور الإبادة الجماعية لليهود التي ارتكبتها ألمانيا النازية خلال الحرب العالمية الثانية.
ستروي إيف، التي كانت تبلغ من العمر سبعة أعوام فقط عندما اقتحم الألمان منزلها في تلك الليلة المصيرية، قصتها للمرة الأولى أمام جمهور عريض من الحاضرين في دولة الإمارات العربية المتحدة، وستزور أيضًا مدرسة حيث ستلتقي بأطفال يهود ومسلمين.
إلى جانب إيف كوجلر التي ستلقي كلمة رئيسية في الحدث في دبي، تشمل قائمة المتحدثين الآخرين كلاً من: بول جولدنبرج، الممثل الأول لمركز ميلر لحماية المجتمع والصمود في جامعة روتجرز والعضو السابق في المجلس الاستشاري للأمن الداخلي التابع للحكومة الأمريكية؛ والمفوض كارل هيرين، رئيس العلاقات الخارجية والدولية في شرطة أنتويرب في بلجيكا؛ وجوردانا كتلر، مديرة السياسة العامة للجالية الإسرائيلية واليهودية في “ميتا”.
بالإضافة إلى هذا الحدث الخاص الذي سيقام بمناسبة مرور 84 عاماً على ـليلة البلور (Kristallnacht)، أو ما يُعرف بمذبحة نوفمبر، تُطلق منظمة “إنترناشيونال مارتش أوف ذا ليفينج” حملتها الثالثة للوحدة بين الأديان لإحياء ذكرى ليلة البلور تحت عنوان “دعوا النور يعبر لينير طريقكم”. تهدف هذه الحملة إلى إحياء ذكرى الأحداث الماضية ولكن أيضًا لزيادة الوعي بالجو الحالي الذي يسوده التعصب والتحيز والعنصرية في عالم اليوم، وذلك من خلال المشاركة في مساعي تثقيفية عامة سينضم إليها الأفراد من جميع الأديان والخلفيات.
وقال الدكتور شموئيل روزنمان رئيس مجلس إدارة منظمة “إنترناشيونال مارتش أوف ذا ليفينج” (International March of the Living) ورئيسها فيليس جرينبيرج هايدمان: “لقد كرّست منظمة ’إنترناشيونال مارتش أوف ذا ليفينج‘ (International March of the Living) جهودها على مدى الأعوام الـ 35 الماضية لتثقيف الأفراد حول الهولوكوست ومكافحة معاداة السامية إلى جانب جميع أشكال الكراهية. نحن نؤمن بشدة أن الوسيلة الوحيدة للرد على التطرف ومعاداة السامية هي في التعليم”.
هذا العام، تحتفل منظمة “إنترناشيونال مارتش أوف ذا ليفينج” مع شركائها، من بينهم مؤسسة “نيشلوس”؛ ومتحف مفترق طرق الحضارات في الإمارات العربية المتحدة، وحركة مكافحة معاداة السامية (“سي إيه إم”)؛ و”ميتا”؛ والجالية اليهودية النمساوية، ومركز “ميلر” لحماية المجتمع والصمود في جامعة روتجرز – بالذكرى الرابعة والثمانين لليلة البلور (Kristallnacht) من خلال إحياء عدد من الفعاليات بالمناسبة في القدس وفيينا وفي دبي، حيث يعدّ هذا الحدث الأول من نوعه في العالم العربي والإسلامي.
ومن جهته، يقول إيتان نيشلوس، رئيس مؤسسة “نيشلوس” وسفير برنامج مسيرة العيش “مارتش أوف ذا ليفينج” في دول الخليج: “بصفتي حفيداً لأحد الناجين، الذي تم إنقاذه من قبل عائلة مسيحية قُتلت لاحقاً على يد النازيين، تقع على عاتقي مسؤولية أن أحمل شعلة الذكرى وأسترجع ذكريات الهولوكوست وأشارك الدروس المستخلصة من هذه الذكرى مع جميع المجتمعات والأفراد من جميع الأديان . يجب أن تنصت البشرية جمعاء إلى الروايات حول الهولوكوست وتستفيد من تجارب الناجين. أنا ممتن للغاية للقيادة الإماراتية على شجاعتها وتأييدها الواضح للتسامح. يحدوني الأمل بفضل العمل الذي تقوم به منظمة ’مارتش أوف ذا ليفينج‘، والإلهام الذي تقدمه لنا قصة إيف على وجه الخصوص، بأننا سنتمكن من المساهمة بشكل كبير في تعزيز التفاهم والاحترام المتبادل بين الشعوب كافة”.
وقال معالي السيد أحمد عبيد المنصوري، مؤسس متحف مفترق طرق الحضارة والعضو السابق في المجلس الوطني الاتحادي لدولة الإمارات العربية المتحدة: “كوني طالب متخصص في التاريخ، أقر بأن الهولوكوست كان من أسوأ الجرائم ضد الشعب اليهودي. وكمسلم مؤمن، لا أستطيع أن أبقى مكتوف اليدين وأسمح أن تتلاشى ذكرى الضحايا وأصوات الناجين على مر الزمان. يشرفني استضافة هذا الحدث التذكاري التاريخي في متحف مفترق طرق الحضارات، حيث نظمنا أول معرض تذكاري للهولوكوست في العالم العربي والإسلامي، بهدف الاستفادة من تجارب التاريخ استعداداً لمستقبل أفضل. ويشرفني أيضاً أن أستضيف إحدى الناجيات من الهولوكوست، إيف كوجلر، التي تمثل صوت الأمل، والتي ستخبرنا جميعاً عن الأهوال التي عانت منها في ليلة البلور عندما كانت طفلة”.
وفي فيينا، ستقام “مسيرة شموع” من هيلدن بلاتز إلى جودين بلاتز، تُختتم بحفل تذكاري في نهايتها. أما في القدس، فسوف تُنظم مراسم مؤثرة سيتم فيها تكريم الناجين من الهولوكوست الذين عايشوا ليلة البلور (Kristallnacht)، وسيتم عرض رسائل الأمل من جميع أنحاء العالم على الجدران القديمة للمدينة القديمة.