الدوحة، قطر — هذا الأسبوع، صعد إلى منصة نجوم العلوم أفضل سبعة مبتكرين في الموسم الرابع عشر للبرنامج التابع لمؤسسة قطر، وذلك لإثبات جدوى مشاريع اختراعاتهم التي تعالج تحديات مٌلحة للمجتمعات في جميع أنحاء العالم، سيما في مجالات الاستدامة البيئية.
منذ بدايته، عزز برنامج نجوم العلوم – الذي تستضيفه واحة قطر للعلوم والتكنولوجيا – التواصل بين الشباب المبدع وكبار خبراء البيئة في جميع أنحاء المنطقة وخارجها، مما ساعدهم على تحقيق أحلامهم وتحويل أفكارهم إلى حلول موثوقة قادرة على معالجة أكثر التحديات البيئية التي يواجهها العالم والتي تتطلب استدامة عاجلة حيث يمكن لمشتركي برنامج نجوم العلوم تطوير مشاريعهم وتسويقها من خلال خدمات الدعم في واحة قطر للعلوم والتكنولوجيا، بما في ذلك برامج الإرشاد والاحتضان والتمويل.
وقد سعت المبتكرة سمية سعيد سليمان السيابية، من سلطنة عٌمان، لمكافحة التلوث البلاستيكي الذي تعاني منه محيطات العالم باستخدام اختراعها “معالجة المواد البلاستيكية الدقيقة”، وهو عبارة عن كرة عائمة تتكون من حصائر ميكروبية ومواد نانوية تعمل على تذويب البلاستيك الدقيق الذي تتلامس معه، وتتميز بأنها خالية من المواد الكيميائية الخطيرة، لذا فإن الجهاز يعد وسيلة فعالة وصديقة للبيئة للتخلص من المخلفات البلاستيكية في المحيطات.
وفي هذا الصدد، قالت سمية: “عندما تتضرر البيئة من هذه الملوثات، فإن مجتمعاتنا تتضرر أيضا بالتبعية، فعلى سبيل المثال، أثرت المواد البلاستيكية الدقيقة في المحيطات بشكل مباشر على السلسلة الغذائية، وهو بالفعل ما نلاحظه حالياً من تراكم تلك المواد داخل أجسامنا، والتي يمكن أن تؤدي إلى آثار صحية خطيرة في المستقبل، مؤكدة أن الحماية الطبيعية للمحيطات تساعدنا في الحفاظ على صحة مجتمعاتنا”.
أما يوسف فرمي، الحائز على الدكتوراه في مجال الإلكترونيات الدقيقة، فيهدف إلى تقديم طريقة جديدة لاستخلاص السم من العقارب دون تعريض صحتهم للخطر، خاصة وأن الجزائر تعتبر موطنًا لبعض من أكثر أنواع العقارب خطورة في العالم، والتي تثير اهتمام المجتمع الطبي، إذ تصل تكلفة استخراج غرام واحد من سمّ العقرب إلى 7500 دولار، وهو بذلك يعد أحد أغلى المواد وأكثرها طلبًا في مجال الصناعات الدوائية في العالم.
وفي الوقت الذي تعتبر فيه عملية استخلاص السم من العقرب قاسية وأحيانا مميتة له، حيث تنحصر جميع الطرق المتاحة حالياً في صعق العقرب بالكهرباء، فإن ابتكار “الاستخراج الآمن لسم العقرب” عبارة عن نظام آلي يعمل بالاهتزازات الإلكترونية ومحاكاة أصوات العث، ويعمل الجهاز على خداع العقرب ليقوم بلدغ كبسولة مصممة بشكل خاص، ومغطاة بمسحوق العث، ليدخل السمّ في الكبسولة دون تعريض العقرب للألم أو الخطر.
ويقول يوسف: “يدرك برنامج نجوم العلوم أن التقنيات التي تحمي حياتنا البرية لا تقل أهمية عن تلك التي تساعد مجتمعاتنا، فالكائنات التي تسكن في هذا الكوكب تشاركنا الحياة منذ قرون، ولذا فإنه من دواعي الفخر أن تتاح لي الفرصة لتطوير مشروعي والترويج له، والذي نأمل أن يلهم المبتكرين العرب الطموحين لمشاركة طرق جديدة لحماية بيئتنا”.
ومن بين العديد من المبتكرين السابقين في برنامج نجوم العلوم، ركزت مشاريع هذان الثنائي على الاستدامة البيئية. ومنذ بدايته، قام البرنامج بتحقيق تواصل مستمر بين هذه العقول الشابة وكبار خبراء البيئة في جميع أنحاء المنطقة وخارجها، مما ساعدهم على تحقيق أحلامهم وتحويل أفكارهم إلى حلول موثوقة تتغلب على تحديات البيئة والاستدامة الأكثر إلحاحًا في العالم.
ومن جانبه، قال الدكتور خالد محمود، مدير أبحاث في معهد قطر لبحوث البيئة والطاقة، التابع لجامعة حمد بن خليفة، عضو مؤسسة قطر: “لاشك أن العالم العربي يعتبر موطنًا لنظام بيئي متنوع يحتضن النباتات والحيوانات الفريدة التي تشكل جزءًا من جمال المنطقة وتاريخها، ويمثل هؤلاء المبتكرون موجة من الشباب العربي الذين يتطلعون إلى الاستفادة من مواهبهم العلمية والهندسية لحماية هذا النظام البيئي وتقليل تأثير مجتمعنا على الموائل الطبيعية”.
وعملت ميمونة عايش، خريجة برنامج نجوم العلوم من الموسم السابع، على “فلتر نباتي لتنقية المياه”، والذي استخدم بذور التمر المطحون كمرشح وفلتر يمكنه تحلية المياه وجعلها صالحة للشرب، وهي طريقة مستدامة لزيادة إمدادات مياه الشرب في المنطقة. في حين طرح سالم الكعبي، خريج الموسم العاشر، ابتكاره “لوبانيوم”، وهو ورنيش عضوي صديق للبيئة يعمل بكفاءة من دون الآثار الجانبية الضارة للمنتج التقليدي، ويستخدم اللبان الطبيعي كمكون رئيسي، ونجح سالم بطرح ثمانية منتجات في السوق.
وانضم إلى طاولة الحكام في هذه الحلقة د.أحمد نبيل طبيب وطالب دكتوراه في الجراحة والسرطان – كلية لندن الإمبراطورية، وهو خريج الموسم التاسع، إلى جانب د.عائشة احمد اليوسف، رئيس قسم الجراحة الإنجابية في سدرة للطب، المستشفى التخصصي للأم والطفل، عضو في مؤسسة قطر. بالإضافة إلى البروفيسور فؤاد مراد، مسؤول التكنولوجيات الرائدة في الأمم المتحدة الاسكوا والعضو الدائم في لجنة تحكيم نجوم العلوم منذ انطلاق البرنامج عام 2009.