نيويورك — أعلن معهد “أبتايم” اليوم عن الإصدار الـ 12 من الاستطلاع السنوي العالمي لمراكز البيانات. تبين النتائج قطاعاً يشهد نمواً، ويتميز بالديناميكية والمرونة المتزايدة، ولكنه لا يزال يعمل على معالجة الضغوط المتزايدة من أجل التقدم في الاستدامة وإعداد التقارير بشأنها، والنقص المستمر في عدد الموظفين، والتأخير في سلاسل الإمداد، والأعطال المكلفة وغيرها من التحديات المعقدة.
وقال آندي لورانس، المدير التنفيذي لشؤون الأبحاث لمجموعة “أبتايم إنستيتيوت إنتليجنس”، في هذا السياق: “يواصل قطاع البنية التحتية الرقمية العالمي التمتع بمستويات قوية من النمو والتوسع، بالرغم من العقبات المتعددة التي يواجهها المشغلون في أيامنا هذه. لاحظنا أن القطاع يستثمر في مزيد من المرونة والموثوقية، ولكن لا يزال هناك عمل ينبغي القيام به عندما يتعلق الأمر بتحسين الكفاءة، والاستدامة البيئية، ومنع الأعطال، ومجموعات الموظفين وغيرها المزيد”.
هذا ويعد الاستطلاع السنوي العالمي لمراكز البيانات من “أبتايم” الأكبر والأكثر شمولية في قطاع البنية التحتية الرقمية. وهو يوفر رؤى تفصيلية لمشهد البنية التحتية الرقمية الحيوية ويعطي فكرة عن مسارها المستقبلي. وتشمل النتائج الأساسية لتقرير عام 2022 ما يلي:
- الكثير من مشغلي مراكز البيانات غير مستعدين لمُتطلبات ولوائح الاستدامة المتزايدة– يقول معظم المشاركين في الاستطلاع إنهم يقدمون تقارير بشأن استهلاك الطاقة الكلي في مركز البيانات ومؤشر كفاءة استهلاك الطاقة، لكن الكثير منهم ما زالوا لا يتتبعون المؤشرات البيئية الهامة. بالرغم من أن 63 في المائة من المشغلين يعتقدون أن السلطات في منطقتهم ستطلب منهم إصدار تقارير علنية عن البيانات البيئية في السنوات الخمس المقبلة، إلا أنه يقوم 37 في المائة فحسب بجمع بيانات حول انبعاثات الكربون ويصدرون التقارير بشأنها (وهو معدل يزيد قليلاً عن 33 في المائة في عام 2021) ويقوم 39 في المائة فحسب بالإبلاغ عن استهلاكهم للمياه في الوقت الحالي (انخفاض بنسبة 12 في المائة مقارنة بعام 2021). أما القوانين والمعايير والمتطلبات الجديدة، فستجبر المشغلين على معالجة الثغرات ووضع ممارسات أكثر صرامة لتتبع الاستدامة وإعداد التقارير بشأنها خلال السنوات القادمة.
- التقدّم في مؤشرات كفاءة استهلاك الطاقة في حالة ركود في الوقت الراهن وينبغي على المكاسب المستقبلية في مجال الكفاءة أن تركز على قوة تكنولوجيا المعلومات – متوسط مؤشر كفاءة استخدام الطاقة السنوي الذي تم الإبلاغ عنه في عام 2022 بلغ 1.55. يمثل هذا الرقم تحسناً طفيفاً عن متوسط القيمة البالغ 1.57 في عام 2021، وهو ما يتوافق مع اتجاه المكاسب الهامشية لكفاءة استهلاك الطاقة الذي شهده وقت التشغيل سنوياً منذ عام 2014. للمضي قدماً، ستتطلب التحسينات الجوهرية في كفاءة مركز البيانات اتباع نهج جديد يركز على كفاءة تكنولوجيا المعلومات، إلى جانب مقاييس لتتبع التقدم المحرز والإبلاغ عنه.
- يستثمر المزيد من المشغلين من أجل تعزيز مرونة مركز البيانات – يقوم مالكو ومشغلو مراكز البيانات باستثمارات كبيرة في مرونة البنية التحتية المادية خاصتهم، حيث أبلغ حوالي 40 في المائة من المشاركين في الاستطلاع عن ارتفاع مستويات التكرار في مراكز البيانات الأساسية لديهم على مدى السنوات الثلاث إلى الخمس الماضية. حظيت أنظمة الطاقة والتبريد باهتمام مماثل، حيث قام ثلث المشغلين بترقية أحدهما أو كليهما.
- أصبحت حالات التعطل أكثر تكلفة ولا تزال شائعة للغاية – بلغت حصة جميع حالات التعطل التي تكلف المشغلين أكثر من مليون دولار أمريكي 25 في المائة، بزيادة كبيرة عن 15 في المائة في عام 2021. وفي عام 2022، قال 60 في المائة من المشغلين إنهم عانوا من التعطل ( بغض النظر عن شدتها) خلال السنوات الثلاث الماضية – وهو ما يمثل انخفاضاً من 69 في المائة في عام 2021 و 78 في المائة في عام 2020. بالرغم من أن البيانات تشير إلى توجه نحو تحسن معدلات حالات التعطل، إلا أن تواترها لا يزال مرتفعاً للغاية، حيث يكلف أكثر من ثلثيها المشغلين الآن ما يزيد عن 100 ألف دولار أمريكي، فإن العواقب تزداد سوءاً.
- تتحسن ثقة المشغلين في السحابة العامة، على الرغم من استمرار مخاطر التعطل – مع زيادة تصور الرؤية الأفضل في المرونة التشغيلية السحابية، من المرجح أن تثق المؤسسات في السحابة من أجل أعباء العمل ذات المهام الحرجة. في عام 2022، اشار 63 في المائة فحسب من المشغلين انهم لا يضعون أعباء العمل ذات المهام الحرجة على السحابة العامة، وهو انخفاض ملحوظ من 75 في المائة تقريباً في عام 2019. قد تكون هذه الثقة في غير محلها نظراً لأن أكثر من ثلث المشاركين في الاستطلاع أفادوا بأن حالات التعطل التي تؤثر على مناطق توافر السحابة العامة (وهي شائعة نسبياً) قد تسبب مشاكل كبيرة في الأداء.
- بائعو معدات مراكز البيانات متفائلون على الرغم من ضغوط الطلب ومشاكل سلسلة التوريد المستمرة- يتوقع ثلاثة أرباع البائعين نمواً في الإيرادات على أساس سنوي خلال عام 2022، بالرغم من أنهم يبلغون عن ضعف الإيرادات بسبب مشاكل سلسلة التوريد المستمرة الناجمة عن جائحة “كوفيد-19”. واجه حوالي نصف المشاركين في إنشاء مراكز البيانات تأخيرات كبيرة (أو أحداث أخرى) في سلاسل التوريد خاصتهم، في حين واجه ثلثهم مشاكل أقل شدة.
- تزداد مشاكل جذب الموظفين المؤهلين والاحتفاظ بهم سوءاً – أبلغ أكثر من نصف (53 في المائة) مشغلي مراكز البيانات عن صعوبة في العثور على موظفين مؤهلين في عام 2022 – ما يمثل ارتفاعاً من 47 في المائة في عام 2021 و 38 في المائة من عام 2018. وأفاد 42 في المائة من المشاركين في الاستطلاع بوجود مشاكل مع موظفين يتم تعيينهم في مكان آخر (ينتقل معظمهم إلى مراكز بيانات منافسة) – وهي زيادة هائلة من 17 في المائة فحسب في عام 2018، مما يوضح الصعوبة المتزايدة للاحتفاظ بالموظفين في جميع أنحاء القطاع.