تيرانا – في 10 سبتمبر 2022 : دعا السيد تاولانت بالا زعيم الأغلبية في البرلمان الألباني ايران لتغيير سلوكها الداعم للارهاب .وأوضح ان بلاده قطعت العلاقات الدبلوماسية مع ايران هذا الأسبوع بسبب ممارساتها الإرهابية على الأراضي الألبانية .
وأشار الى ان حكومة بلاده طلبت من السفير الإيراني والهيئة الدبلوماسية العاملة في تيرانا أن يغادروا الأراضي الألبانية وبالفعل غادروا جميعاً يوم أمس الأول وأغلقت السفارة نهائياً ،
وذكر في تصريح صحافي اليوم ” يأتي هذا القرار بعد هجومٍ سيبراني حاد عانت منه ألبانيا في الخامس عشر من يوليو 2022، بهدف تدمير البنية التحتية الرقمية كاملةً في بلادنا , مشيراً الى ان ألبانيا تعد واحدة من أهم الدول الاوروبية التي تقوم بتقديم أكثر من 150 خدمة رقمية متقدمة ، ولكن الهجوم فشل ولا زالت الخدمات مستمرة وجميعها آمنة.
أضاف السيد بالا قائلاً :”منذ الهجوم الايراني لم نقم بالكثير من أجل الرد عليه , بل بدأنا التحقيق وأخبرنا حلفاؤنا ، حيث تعد ألبانيا عضوا في حلف الناتو وجزء من منظمة التجارة شمال الأطلسية، و بالتعاون معهم بدأنا في التحقيق الشامل الذي تم اجراؤه مع عدد من الخبراء في الرقمنة.
ومضى يقول ” ان الحكومة الألبانية متأكدة أن هذا الهجوم لم يأتِ من قِبل أفرادٍ عاديين، بل هو منظمٌ من قبل إيران ولدينا أدلة حقيقية مفادها أن هناك أربعة جماعات سيبرانية إرهابية تورطت في هذا الهجوم وواحد منهم كان متورط في هجماتٍ أخرى على دولٍ صديقة لألبانيا، في منطقة الخليج والشرق الاوسط، وبالتالي كل الأدلة أثبتت دون أي شك أن هذا الهجوم الخطير كانت إيران وراءه.
وتابع بالا :”نحن الآن نعيش في قرنٍ يتسم برقمنة الإنترنت، بالتالي فإن أكثر من خمسمئة خدمة من الخدمات التي نقدمها للعموم تقدم عبر الشبكة، كالتصاريح والخدمات الحكومية، ولا توجد مكاتب حكومية لمراجعة هذه الخدمات لذلك هذا الهجوم الخطير كان محاولة لتعطيلها .
وأشار بالا قائلاً :” إن ألبانيا عضو في الناتو إلى جانب الولايات المتحدة الأمريكية حيث تجمعنا علاقات استراتيجية مهمة، والبند الخامس في معاهدة الناتو ينص على أنه إن تعرض عضو من الأعضاء لهجوم بغض النظر عن ماهية هذا الهجوم فإنه على بقية الحلفاء أن يقدموا الدعم والمساعدة.
وأضاف “سنتخذ كافة الإجراءات للدفاع السيبراني وبكل فخرٍ أننا حالياً نقوم بالتعاون مع شركاتٍ أمريكية ذات مصداقية عالية، وذلك لزيادة أمن البنى التحتية الرقمية”.
وأكد المسؤول الالباني ” أن هذا قرارٌ قطع العلاقات مع ايران قد اتخذ في الوقت المناسب , نظراً لأن ألبانيا هي من تعرضت للهجوم وليست من شن الهجوم، وأنه قرار اتخذته الحكومة الألبانية كدولة ذات سيادة يحق لها اتخاذ قرارات لتأمين أراضيها وشعبها بالتنسيق مع حلفاؤها.”
وإختتم تصريحه بالقول :”نحن مقتنعين بأن الجماعة الإرهابية السيبرانية قد شنت هجوم مماثل على دول صديقة، والقرار الذي قمنا باتخاذه هو قرار مبني على نتائج حقيقية وملموسة، أنا واثقٌ أن هذه ليست الحالة الوحيدة التي نرى فيها إيران ترفض أن توجه لها أصابع الإتهام، لكننا على يقينٍ أن إيران هي من يختبئ وراء هذا الهجوم الذي تم إفشاله”.