تنطلق بعد أيامٍ قليلة فعاليات مؤتمر الأطراف “كوب 28” في دولة الإمارات، الذي يجمع قادة العالم وصنّاع السياسات لتسريع الجهود الدولية نحو تحقيق أهداف الحياد الصفري وصافي الانبعاثات الكربونية. وتكتسب هذه الحوارات أهمية كبرى بالنسبة للقطاع السياحي، كونه المسؤول عن إطلاق حوالي 8% من الانبعاثات الكربونية العالمية.
وتلعب دولة الإمارات دوراً محورياً في مواجهة الاحتباس الحراري، من خلال التزامها بتحقيق الحياد الصفري بحلول عام 2050، بالإضافة إلى إعلانها عام 2023 عاماً للاستدامة. ولضمان أن تحقق هذه المساعي أثراً إيجابياً طويل الأمد على الأفراد والكوكب، يتعين على الجهات المعنية في القطاع السياحي بذل جهود كبيرة للتركيز على الاستدامة وتخفيف الآثار الإجمالية للتغير المناخي.
ويسرنا أن نشهد اتخاذ خطوات هامة لمواجهة هذه التحديات من قبل العديد من روّاد القطاع في أبوظبي. ويسهم إطار الاستدامة الشامل الذي حددته دائرة الثقافة والسياحة – أبوظبي في تمكين شركاء القطاع من تطبيق الممارسات المستدامة في عملياتهم وتعزيز التزامهم بتحقيق الحياد الصفري بحلول 2050. كما يلعب افتتاح مطارات أبوظبي لمبنى المسافرين (A) دوراً محورياً في تعزيز التنمية الاقتصادية المستدامة في الإمارة.
تؤكد مجموعة ميرال التزامها الراسخ بهذا التحول الإيجابي انطلاقاً من مكانتها الرائدة في القطاع السياحي. إن الاستدامة هي جزء أساسي من رؤيتنا لتحقيق النمو في قطاع الترفيه والاستجمام والسياحة. ونحدد مستوى نجاحنا من خلال الأثر الإيجابي الذي نتركه على المجتمعات التي نعمل فيها، بما يشمل التصميم المستدام وأنظمة ترشيد استهلاك الطاقة عالية الكفاءة والحائزة على جوائز في الاتحاد أرينا، والبناء وفق منهجية تراعي المعايير البيئية في مختلف مشاريعنا، والاستثمار المستمر في مشاريع الطاقة الشمسية المبتكرة في وجهاتنا وتجاربنا العالمية، وجهودنا لخفض البصمة البيئية في مختلف فنادقنا. وانطلاقاً من التزامنا الراسخ باعتماد الممارسات المستدامة، نسهم في الحفاظ على الحياة البحرية، وتعزيز جهود البحث والإنقاذ في مختلف أنحاء المنطقة، وتشجيع المسؤولية البيئية من خلال إطلاق مبادرات التوعية العامة. كما نمنح الأولوية لتأثير وجهاتنا وتجاربنا على البيئة في الخطوات التي نتخذها، وندرك أنه يمكننا تحقيق النمو والتنمية المستدامة من خلال العمل الجماعي. لنسخّر إمكانياتنا الواسعة لإطلاق رؤية مشتركة تتيح لنا إرساء مستقبل أكثر استدامة. ونسعى خلال مؤتمر الأطراف “كوب 28” وما بعده إلى تقديم مثال يُحتذى به وإلهام الآخرين لخوض رحلة الاستدامة على المدى الطويل