بقلم: “تانيا سباسوجيفيتش”، المدير العام لحضانة أورا، حضانة المستقبل
دبي، الإمارات العربية المتحدة، مما لا شك فيه أن التكنولوجيا ساهمت بشكل كبير في تغير المجتمعات، كما لم يسلم مشهد التعليم سريع التطور من تأثيرها.
وقد تغيّرت احتياجات المجتمع والسلوك الاجتماعي في كافة المجالات، كما تغيرت الحياة العامة والخاصة بشكل كبير من خلال الابتكارات المتطورة على مر السنوات، وكذلك الحال بالنسبة لملف التعليم في جميع الفئات العمرية.
ولذلك أصبح من الضروري أكثر من أي وقت مضى إعادة النظر في الأساليب التعليمية حتى يكون التعليم مواكباً، وإعادة تصميم المناهج الدراسية حتى نتمكن من إعداد المتعلمين الصغار لما نسميه “مستقبل” التعلم. وبينما تستمر الأدوات الذكية في قيادة التغيير. ومع ذلك، يجب ألا يعتمد مستقبل التعلم عليها فقط، وأن يمضي أبعد من ذلك إلى تسخير إمكاناتها والاستفادة منها بشكل كامل.
مستقبل التعليم: الأساس
ويقع هذا المبدأ في صميم مهمة حضانة أورا الرائدة، إذ إننا نركز على نهج جديد للتعليم للطفولة المبكرة وهو يستهدف دمج التقنيات والمهارات الشخصية الأساسية للأطفال ليشعروا بالقوة والرضا أثناء نموهم. حيث نعرض الأطفال في وقت مبكر للمفاهيم التي عادة ما يتم تقديمها في سن لاحقة.
وفي حضانة أورا، نقوم برفع وعي الأطفال مبكراً بالأحداث الجارية في كافة القطاعات الاجتماعية ونجذب اهتمامهم إلى التقنيات مثل الطباعة ثلاثية الأبعاد، والتشفير والروبوتات. ومع وجودنا في دبي، مركز التكنولوجيا، فليس من الصعب أن تجد نماذج رائعة من أحدث الابتكارات والمشاريع فائقة الحداثة حيث يمكن للأطفال مشاهدة المستقبل أثناء تطويرها.
الاستطلاع والاستكشاف
ومن خلال خبرتنا، فإن الجيل الأصغر يُبدي معرفة كبيرة بالتكنولوجيا الرقمية ويميل الأطفال بطبعهم إلى استكشاف واستطلاع أشياء جديدة، وهذا يعتمد على وسائلنا.
وتقدم التكنولوجيا نوعاً جديداً من الاستقلالية والإبداع ويكون ذلك بإشراف الكبار، ويمكن أن تساهم بشكل كبير في تسريع تعلم الأطفال في العديد من مجالات التطوير مثل الأرقام والقراءة.
وإن تعريض الأطفال للتكنولوجيا بوسائل تعلم هادفة، تساعد على تطوير أفكار جديدة للتعليم المبكر وتعزيز الفهم الطبيعي للأفكار، ما يوفر لهم ميزات تطويرية عند مقارنتهم بالطلاب الذين لا لم يتعرضوا لها بعد.
وتوفر الأدوات الرقمية الجديدة أيضاً وسائل جديدة للتفكير وربط الأفكار والناس والمجتمعات على مستوى العالم. وفي الوقت الحاضر ونحن نعيش عصر الثورة الصناعية الرابعة يمكننا أن نرى كيف أنها قد أثرت بشكل ايجابي على جيلنا في العوالم المادية والرقمية والبيولوجية.
ومن منظور تعليمي، فإن التقنيات الناشئة مثل الذكاء الاصطناعي والواقع المعزز وانترنت الأشياء هي أحدث الحلفاء في مجال التعليم المبكر، بل يمكن أن تكون مفيدة في دعم دمج الأطفال أصحاب الهمم وتعزيز المساواة في التعليم في البلدان النامية.
وهذا لا يعني أن التكنولوجيا ستحل محل الوالدين أو المعلمين. وفي الواقع العكس تماماً، خاصة عندما يتعلق الأمر بالأطفال في الأعمار المبكرة جداً، حيث يتم رعاية المهارات العاطفية والاجتماعية ومهارات التواصل بشكل أعمق.
وفي الوقت الحالي، هناك حاجة ملحة لتحديث النماذج التعليمية، وأن نقدم للأطفال التجارب المعاصرة وتعزيز مواهبهم ورعاية فضولهم واهتمامهم بالابتكار. وهم سيحتاجون لهذه المهارات ليعيشوا المستقبل الذي نعده لهم، ليصبحوا الكبار الذين يستمرون في تمهيد الطريق لأجيال قادمة.