حوار: فادية عمار
أكّدت رائدة الأعمال قدرية العوضي، المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة “بمبل بي” أن دولة الإمارات تؤمن بأهمية ريادة الأعمال في إطلاق الطاقات الكامنة للمواطنين، وتمكينهم من أن يكونوا قوة دافعة للحراك الاقتصادي في الدولة من خلال تأسيس الشركات الصغيرة والمتوسطة في القطاع الخاص.
وفي حوار مع موقع “أخبار السياحة الخليجية” أوضحت العوضي أنها بدأت مسيرتها المهنية وفقاً لمبدأ “الحاجة أمُّ الاختراع” بمشروع خاص ومُبتكر لتأمين احتياجات الأسر والأمهات من المأكولات الصحية التي تحتوي على كافة العناصر الغذائية لشريحة الأطفال من عمر 18 شهراً وحتى 4 سنوات.
وفي ما يلي نص الحوار:
- لماذا تُعتبر دولة الإمارات سوقاً مُهمّاً لإطلاق المشاريع؟
تؤمن دولة الإمارات بأهمية ريادة الأعمال في إطلاق الطاقات الكامنة للمواطنين، وتمكينهم من أن يكونوا قوة دافعة للحراك الاقتصادي في الدولة من خلال تأسيس الشركات الصغيرة والمتوسطة في القطاع الخاص. كما تسعى حكومة الإمارات إلى غرس ثقافة ريادة الأعمال في المدارس والجامعات لتنشئة أجيال تتمتع بالقيادة والإبداع والمسؤولية والطموح، لتكون دولة الإمارات الأفضل في العالم من حيث سهولة ممارسة الأعمال التجارية، والابتكار، وريادة الأعمال، ومؤشرات البحث والتطوير.
- ما العوامل التي دفعتك لإطلاق علامتك التجارية الخاصّة بمأكولات الأطفال الصغار؟
بدأت الفكرة تتشكّل في رأسي عندما كنت أقوم برعاية إبن صديقتي. كنت أطعمه من إحدى الزجاجات المُعبأة التي كانت والدته تشتريها من السوبر ماركت. عندما قرأت المكوّنات وتاريخ الإنتاج، اكتشفت أنها صُنعت بتاريخ قبل ولادة الطفل. إضافة إلى ذلك، لاحظت أن العديد من الأمهات كُنّ يواجهن تحدّيات جمّة في سبيل العثور على خيارات صحّية لأطفالهن. لذلك قرّرت تقديم يد العون في هذا الجانب، وبدأت بابتكار الوصفات المُختلفة ومنحها للصديقات لاختبارها، وبعد أن وجدت إقبالاً من الجميع اتّخذت القرار بإنشاء الشركة.
- ما هي التحدّيات التي واجهتك عند بدء العمل في الشركة، وهل حصلت على أي دعم حكومي لمشروعك؟
واجهت في البداية الكثير من العوائق والتحدّيات، أولها تمويل المشروع من دخلي الخاص، انعدام خبرتي في مجال الأطعمة والمشروبات بشكل عام، وسوق أغذية الأطفال والرضّع خاصّة. كما تطلّب انطلاق المشروع الحصول على التراخيص المُناسبة، العثور على المورّدين المُناسبين، غير أن التحدّي الأكبر تمثّل في إيجاد شركة توصيل موثوق بها، ولكن الحمد لله نجحت بتجاوز كافة هذه الصعوبات والتحديات.
وفي الواقع كان الدافع الأكبر وراء إصراري على إنجاح المشروع كلمات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، “رعاه الله”: أنا وشعبي لا نرضى إلا بالرقم واحد، لذلك حرصت على الحصول على دبلوم مُتخصّص في الطهي، بهدف صقل مهاراتي ودخول السوق بمشروعٍ يُلبّي احتياجات الأطفال الغذائية والتي تُشكّل واحداً من أهداف التنمية المُستدامة للأمم المتحدة. كما استعنت أيضاً بمُتخصّصين في مجال تغذية الأطفال لتحديد العناصر الغذائية التي تتناسب مع احتياجات الفئات العمرية المُستهدفة.
- هل لديكِ أية نصائح للشابّات اللاتي يرغبن في بدء مشروع خاص؟
نفتخر بأن الإمارات وقيادتها الرشيدة تُشجّع الأعمال الصغيرة والمتوسطة، فهي الشريان الدائم الذي يُغذي المشاريع العملاقة التي تُؤكّد على ريادة الدولة في جميع المناحي. وهناك بالتأكيد بعض النصائح التي اكتسبتها من خلال تجربتي في هذا المشروع، وأهمها إجراء البحث حول المشروع، مدى الحاجة إليه، ووضع خطة مُحكمة تستند على البدء بخطوات بسيطة وميزانية مُحدّدة. الجميع يعتقد بأن الاستثمار في أفضل وأغلى المُعدّات سيُحقق لهم النجاح المُباشر والازدهار، ولكنهم يكتشفون مع الوقت صعوبة أكبر في كسر المُعادلة وتحقيق الربح المنشود.
كما يتوجب على الراغبات ببدء أعمالهن الخاصّة، التعمّق في السوق من خلال التعرّف على المورّدين والمُنافسين، واستخدام كافة المعلومات لتطوير المنتج وفق أعلى وأرقى المقاييس
- هل تعتقدين بقدرتك على التوسّع في المشروع على المدى البعيد، وما هي الخطط الرئيسية للتوسّع؟
آمالي كبيرة وطموحاتي لا حدود لها، فأعداد المواليد الجدد الذين يحتاجون إلى الطعام الصحي والتغذية المُناسبة لا تتوقف. وفي الواقع بدأت بالتركيز في هذه المرحلة على توزيع المُنتجات التي وصلت إلى 12 صنفاً تتناسب مع كافة أذواق ومُتطلّبات هذه الفئة العمرية، إلى محال السوبر ماركت داخل الدولة. وتتضمن خططي المستقبلية التوسّع في دول المنطقة، خاصة وقد وجدت اهتماماً وطلباً كبيراً على هذه المنتجات التي تمنح الأطفال الصغار الفيتامينات التي تحتاجها أجسامهم لنموٍ صحي، جنباً إلى جنب مع تسهيل الأمور وتوفير الوقت والجهد على الأمهات العاملات الحريصات على تغذية أطفالهن بالطعام المُناسب.
- تُركّز الاستراتيجية الوطنية لجودة الحياة 2031 في الإمارات على جعل الإمارات رائدة عالمياً في جودة حياة كافة أفراد المجتمع، كيف تقومين بمواءمة عملك مع هذه الاستراتيجية؟
وضعت هذه الرؤية نُصب عيّني عند التخطيط للمشروع، خاصة وأن جزءاً منها يُركّز على ضمان مُجتمع صحّي، وهذا حلم كافة أفراد المُجتمع، ورغبت المُساهمة من خلال استهداف الأطفال، خاصة مع ارتفاع مُعدّلات بدانة الأطفال الناجمة عن العزلة التي فرضتها جائحة كورونا. وأرغب في مُساعدة الأطفال على بناء علاقة صحية ومُستدامة مع الغذاء، لذلك أتطلّع إلى العمل بشكل وثيق مع القائمين على الرعاية والمدارس لتثقيفهم حول أهمية نشر وتعزيز العادات الصحية لدى النشء منذ الصغر.