الإمارات، الفجيرة، 18 أبريل الجاري – انطلقت، أمس، فعاليات منتدى الفجيرة الرمضاني في دورته السابعة بندوة “المتاحف الشخصية ودورها في الحفاظ على التراث” التي شارك في تنظيمها جمعية البدية للثقافة والفنون، ومؤسسة الرّخ للنشر، بحضور سعادة محمد أحمد اليماحي نائب رئيس البرلمان العربي عضو المجلس الوطني الاتحادي، وخالد الظنحاني رئيس المنتدى رئيس مؤسسة الرّخ، وعدد من المسؤولين والباحثين والمهتمين بالتراث.
وشارك في الندوة التي أقيمت احتفاءً باليوم العالمي للتراث واستضافها مجلس علي سالم الظنحاني بمدينة دبا الفجيرة كل من: المهندس أحمد محمود آل حرم نائب رئيس جمعية التراث العمراني، وأحمد بن قيدوه الشحي صاحب قرية محمد بن زايد التراثية، والباحث راشد علي النهم صاحب متحف للمقتنيات الأثرية، والباحث علي سالم الظنحاني صاحب متحف شخصي.
وافتتح الندوة التي أدارها الباحث التراثي خالد جميع الهنداسي بالحديث عن أهمية المتاحف الشخصية التي يقيمها المواطنون في منازلهم ومجالسهم كأداة حية في الحفاظ على الإرث الثقافي في الدولة وتعزيز الهوية الوطنية في ما بين أفراد المجتمع. مشيراً إلى أهمية تفعيل دور مؤسسات الدولة في دعم المتاحف الشخصية لتحقيق التواصل بين الماضي والحاضر وتأصيل الهوية الثقافية والتراثية لدى الأجيال القادمة.
وأشاد المهندس أحمد محمود آل حرم نائب رئيس جمعية التراث العمراني بتجربة إنشاء المتاحف الخاصة في دولة الإمارات والتي يتمتع أصحابها بروح الإبداع، داعياً أجيال المستقبل إلى دمج التراث في ابتكاراتهم المستقبلية من أجل حماية وصون تراث الإمارات.
واستعرض آل حرم دور المجلس الدولي للمتاحف الذي يهتم بالمتاحف الحكومية والخاصة في الدولة مشيراً إلى أن مجلس (آيكوم) يضم 150 ألف عضواً حول العالم و122 لجنة وطنية، لافتاً إلى أن فرع الإمارات تأسس عام 2012 والذي يقوم بدور كبير في الحفاظ على التراث، حيث أحصى وجود 110 متحفاً خاصاً داخل الإمارات، كما ستكون إمارة دبي أول مدينة في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا تحظى بشرف تنظيم مؤتمر المجلس الدولي للمتاحف آيكوم 2025 المرموق منذ تأسيسه عام 1946.
فيما استعرض الباحث علي سالم الظنحاني صاحب متحف شخصي، تجربته في جمع عدداً كبيراً من المقتنيات القديمة في منزله والتي تحاكي فترات زمنية سابقة للآباء والأجداد، علاوة على تميز متحفه بوجود المجسمات للبيوت القديمة المبنية من الحصى وسعف النخيل التي كانت تستخدم قديماً، مشيراً إلى أن تجربته في إنشاء المتحف جاء بناءً على اقتداءه بالمغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، حيث شغف حباً بالتراث ورموزه المادية والمعنوية، لما يزمر له من أصالة وسجل زاخر يحفظ هوية المجتمع والدولة وماضيها العريق.
من جانبه تحدث أحمد بن قيدوه الشحي صاحب قرية محمد بن زايد التراثية التي تميزت في اقتناء عدد من المقتنيات الأثرية، فضلاً عن تنوع البيئات التراثية في القرية كالبرية أو البحرية أو الجبلية، وسرد بن قيدوه قصة بناء القرية التراثية، التي جاءت وليدة أفكار انبثقت بعد اجتماع عقدته جمعية الشحوح للتراث في مقرها الرئيسي بأبوظبي، وشارك فيه بصفته عضواً في الجمعية، وتضم القرية التراثية التي تأسست في رأس الخيمة العديد من الابتكارات القديمة.
بدوره استعرض الباحث راشد النهم المقيم في منطقة كلباء تجربته في متحفه الخاص الذي يضم مقتنيات قديمة، وصل عددها إلى نحو 2500 قطعة أثرية، مشيراً إلى أن جمع المقتنيات القديمة بالنسبة له هواية ورسالة، فهو يحافظ من خلال ما يجمعه من مقتنيات أثرية على الأشياء القديمة ويتمسك بالتراث، مؤكداً أن جميع القطع التي يمتلكها تعبر عن ماضي الأجداد، وأنه يشعر بالسعادة عند زيارته المتاحف للاطلاع على مقتنيات تعبر عن أصالة التراث الإماراتي.
وأكد خالد الظنحاني رئيس المنتدى رئيس مؤسسة الرخ للنشر، أهمية دور المتاحف الخاصة في رفع مستوى الوعى وتعزيز الانتماء نحو التراث الإماراتي الأصيل لدى الأجيال الجديدة، مشيراً إلى أهمية دعم جهود أصحاب المتاحف الشخصية ورعايتهم ووضع استراتيجية وطنية لجمع جهودهم ومآثرهم بما يخدم أهداف الدولة في حفظ وحماية التراث الوطني.
وفي ختام الندوة، كرم سعادة محمد اليماحي يرافقه خالد الظنحاني المشاركين في الندوة تقديراً لجهودهم وإسهاماتهم المتميزة في حماية وصون التراث.