لمشاركة تجاربهم مع الأقران بدلاً من اللجوء الى الجهات الاستشارية
عمود صحفي بقلم السيد “أوتساف سوماني”، مؤسس “Offline“، شبكة روّاد الأعمال العالمية
دبي، الإمارات العربية المتحدة، 5 نوفمبر 2024: غالبًا ما تمثّل ريادة الأعمال طريقًا حافلًا بالتعقيدات والتحديات المستمرة لرواد الأعمال ومؤسسي الشركات الناشئة. ومع تطور المشهد أصبحت الضغوط التي يواجهوها وعلى وجه الخصوص مؤسسي الجيل الأول أكثر تعقيدًا وتشعباً. وأصبحت منصات التواصل التقليدية، التي كانت في يوم من الأيام ضرورية للأنظمة البيئية لريادة الأعمال، تفقد أهميتها لصالح مساحات أكثر تخصيصًا وتنظيماً ونخبوية، حيث يمكن للمؤسسين التواصل مع أقرانهم الذين يواجهون ظروفًا وتحديات مماثلة ضمن بيئة نديّة محببة للأعضاء.
وإن تأسيس وتوسيع الأعمال يتطلب أكثر من مجرد الوصول إلى رأس المال والمواهب، إنه يتطلب المجتمع المناسب الذي يقدم دعمًا حقيقيًا ورؤى مشتركة. وبينما قد تفتح فعاليات التواصل لرواد الأعمال في المراحل المبكرة من التأسيس الأبواب لخلق علاقات عامة، فإن المؤسسين أصحاب الخبرة يتوقون إلى تفاعلات أعمق وأكثر استهدافًا، مساحات يمكنهم فيها تلقي نصائح صادقة ومشاركة تجاربهم والوصول إلى رؤى عملية تتماشى مع مرحلة النمو في أعمالهم.
وقد أدّى هذا التحول إلى ظهور مجتمعات مؤسسين انتقائية ومنسقة بعناية. وهذه ليست بمجموعات التواصل التقليدية ذات الدعوات المفتوحة، إنها مكونة من رواد أعمال حققوا إنجازات مهمة ويركزون على الارتقاء المهني في أعمالهم ومشاريعهم. أما بالنسبة للمؤسسين من ذوي الخبرة، فإن نظام التواصل التقليدي الذي غالبًا ما يكون واسعًا وصاخبًا لم يعد مناسبًا لهم، وما يحتاجونه هو بيئة يمكنهم من خلالها مناقشة التحديات الحقيقية بشكل صريح للعديد من القضايا مثل التوسع والانفتاح على العالم وإدارة المستثمرين.
وتكمن قوة هذه المجتمعات في التعلم من الأقران. كما يكشف المؤسسون غالبًا أن أفضل النصائح لا تأتي من المستشارين أو خبراء القطاع، بل تأتي من زملائهم ممن عاشوا نفس التجارب.
وسواء كانت تعالج تحديات القيادة أو تتعامل مع ديناميكيات المستثمرين، أو تضع استراتيجيات النمو، فإن الرؤى التي تقدم في هذه المجموعات تعود إلى تجارب عملية، وتوفر حلول فعالة وعميقة الأثر.
ولا شك أن هذه المجموعات توفر مستوى من الثقة نادرًا ما يتوفر في البيئات التقليدية. وفي هذه المساحات يشعر المؤسسون بالأمان عندما يناقشون مواضيع حساسة، مثل النزاعات الداخلية أو مفاوضات الأسهم أو التحولات الاستراتيجية، دون الخوف من النقد أو الحكم عليهم. وإن الطبيعة الانتقائية لهذه الشبكات تضمن بأن تكون المناقشة ذات صلة مباشرة وأن الأعضاء يتشاركون تجارب وخبرات مشتركة، مما يعزز الحوار المفتوح والبناء.
وإلى جانب التعلم، تعمل هذه المجتمعات على تعزيز التعاون. ورغم انها ليست المحور الأساسي، فإن الشراكات غالباً تنشأ بشكل طبيعي بين المؤسسين الذين يتوافقون في المرحلة أو القطاع أو الطموح. وما يميز هذه المجموعات هو الشعور بالثقة المستندة إلى الخبرات المشتركة، بدلاً من كونها مجرد فرص تجارية. وتُنظَم هذه المجتمعات بشكل دقيق لإعطاء الأولوية للنمو الشخصي للمؤسس، مما يسمح بالتوجيه والمشورة بقيادة الأقران فقط، دون أي تدخل أو دوافع أو مصالح خارجية.
وفي الأساس تتحول المجتمعات المنظمة إلى أكثر من مجرد شبكات، حيث تشكِّل عنصرًا أساسيًا في رحلة المؤسس. وتوفر هذه المجتمعات إرشادات بالغة الأهمية في أوقات حاسمة، وتساعد رواد الأعمال على اتخاذ قرارات معقدة. وعلى وجه الخصوص تقدم هذه المساحات للمؤسسين من الجيل الأول دعمًا هاماً، مما يسرِّع من نموهم الشخصي والتجاري. ومع استمرار تطور ريادة الأعمال سيتزايد الطلب على هذه العلاقات الاستراتيجية. ولا تقدم المجتمعات المنظمة التي تركز على المؤسسين اتصالات فحسب، بل توفر أيضًا ملاذًا آمنًا للتعاون والتعلم المتبادل والنمو.
لقد قمنا في “Offline” ببناء مجتمع يجسِّد هذه المبادئ، ويوفر للمؤسسين مساحة للنمو والازدهار. ومن هنا ندعو أبرز المؤسسين في المنطقة للانضمام إلينا في تشكيل نظام ريادة الأعمال بشكل منظم في الإمارات العربية المتحدة. لمعرفة المزيد يرجى زيارة الرابط: www.offline.club