الرياض. المملكة العربية السعودية. 15ديسمبر 2024:شارك المركز الدولي للزراعة الملحية (إكبا) في الدورة السادسة عشرة لمؤتمر الأطراف لاتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر (COP16). الذي عُقد تحت شعار “أرضنا مستقبلنا” واستضافته العاصمة الرياض في الفترة من 2 إلى 13 ديسمبر. يُعد هذا المؤتمر الأول من نوعه في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. ويتزامن مع الذكرى الثلاثين لاتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر. جمع الحدث نخبة من القادة العالميين والخبراء وصانعي السياسات بهدف تسريع الجهود الدولية لاستعادة الأراضي وتعزيز قدرتها على الصمود.
وفي هذا السياق. قالت الدكتورة طريفة الزعابي. المدير العام لإكبا: ” في مؤتمر الأطراف السادس عشر. سلطنا الضوء على أهمية التعاون الشامل والحلول العلمية المبتكرة لمواجهة تدهور الأراضي. إن تركيزنا على وتطوير الزراعة الملحية وتمكين المرأة. وتعزيز بناء القدرات يعكس التزامنا بخلق مجتمعات أكثر استدامة ومرونة. كما تُبرز مساهماتنا في تحسين صحة التربة. وتنمية المحاصيل المقاومة للإجهاد. وتطبيق الزراعة التجديدية دور إكبا الرائد في تقديم حلول عملية وفعالة للبيئات القاحلة والمالحة “.
الحوارات الاستراتيجية والابتكارات العلمية
في إطار يوم النظم الزراعية والغذائية. شاركت الدكتورة الزعابي في الحوار رفيع المستوى لمنطقة الشرق الأدنى وشمال إفريقيا بعنوان “الاستثمار من أجل الكوكب والإنسان”. الذي نظمته أمانة اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر بالتعاون مع شركاء إقليميين. وأكّدت الدكتورة طريفة في مداخلتها على أهمية الحلول المناخية المبتكرة. وتنمية القدرات. واعتماد نهج الطبيعة كركائز أساسية لتحقيق التنمية المستدامة واستعادة النظم البيئية في المنطقة.
وخلال جلسة نظمها المركز الدولي للبحوث الزراعية في المناطق الجافة (ICRISAT) والبنك الإسلامي للتنمية (IsDB) بعنوان ” فتح آفاق نظم الحبوب الجافة الغذائية “. سلّطت الدكتورة الزعابي الضوء على مساهمات إكبا. بما في ذلك تعزيز المحاصيل المقاومة للإجهاد مثل الدخن والذرة الرفيعة. ودعم كفاءة استخدام المياه والزراعة الحيوية الملحية. وبناء القدرات من خلال مبادرات مثل برنامج زمالة القيادات العربية في الزراعة (أولى) وبرنامج إكبا لتمكين الشباب (ICBA-YES) والتي تهدف إلى تمكين النساء والشباب ليكونوا في طليعة الابتكار وبناء الصمود الزراعي في المناطق الجافة.
وفي جناح دولة الإمارات العربية المتحدة. شاركت الدكتورة الزعابي إلى جانب السيدة نور الجندي. أخصائية تطوير المشاريع في إكبا. في جلسة حوارية بعنوان ” مسرعات الحلول لاستعادة الأراضي: الزراعة الملحية”. تناولت الجلسة الممارسات المبتكرة للزراعة الملحية ودورها في استعادة الأراضي المتدهورة بشكل مستدام. مع التركيز على الحلول الرائدة التي يقدمها إكبا. بما في ذلك استخدام المحاصيل المتحملة للملوحة والتقنيات المتطورة لضمان استدامة الزراعة في المناطق القاحلة.
تمكين المجتمعات من خلال العلم والشراكة
وشارك الدكتور شربل طرّاف. رئيس العمليات والتطوير في إكبا. في جلسة بعنوان “النهج المتعددة لاستعادة الأراضي”. التي نظمتها أمانة اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر بالتعاون مع إكبا. وأكد في مداخلته على الزراعة الملحية كأداة تحويلية لاستعادة الأراضي المتدهورة. مشددًا على الدور الأساسي للنساء في تعزيز إدارة الأراضي بشكل مستدام. كما عرضت الجلسة منهجيات إكبا المتكاملة التي تجمع بين الابتكار العلمي والتقنيات الحديثة والممارسات المجتمعية.
وخلال يوم النظم الغذائية الزراعية. شاركت السيدة نور الجندي في جلسة بعنوان “الزراعة التجديدية كحلّ لمواجهة التصحر”. التي نظمتها SOMA MATERو عرضت السيدة الجندي خبرات إكبا في تطبيق الزراعة التجديدية. مشيرة إلى أساليب مبتكرة لاستعادة الأراضي المتدهورة. وتحسين صحة التربة. وتعزيز نظم غذائية مستدامة في المناطق القاحلة.
كما استضاف إكبا جلسة بعنوان “صحة التربة كآلية لمكافحة التصحر” في جناح دولة الإمارات. بمشاركة الدكتور شربل طراف والسيدة ريما عفاني. أمينة متحف الإمارات للتربة. والدكتور أحمد النجار. خبير إدارة التربة. تناولت الجلسة تقنيات الزراعة الملحية لاستعادة التربة المتدهورة. وعرضت متحف التربة الإماراتي كمركز لبناء القدرات وتبادل المعرفة. كما أبرزت الأبحاث المتقدمة في استخدام المحسنات الحيوية والميكروبية للتربة كوسائل مبتكرة لتعزيز مرونة الأراضي.
حلول مبتكرة وشراكات استراتيجية
عرض البذور المقاومة للإجهاد
شارك المركز الدولي للزراعة الملحية (إكبا) بتميز ضمن جناح دولة الإمارات العربية المتحدة في مؤتمر الأطراف السادس عشر. حيث تم تقديمه كمركز رائد للتميز في تقنيات الإدارة الذكية للمياه وتعزيز القدرة على الصمود في وجه التحديات المناخية. استعرض الجناح إنجازات إكبا وابتكاراته. بما في ذلك محفظة البذور المقاومة للإجهاد التي تضم أنواعًا محلية لدولة الإمارات تم تطويرها خصيصًا لتلبية احتياجات البيئات المالحة والجافة. تسهم هذه البذور في تعزيز التنوع البيولوجي. والحد من تآكل التربة. وتعزيز الإنتاجية الزراعية. كما عرض إكبا تقنيات متطورة لإعادة تأهيل الأراضي المتدهورة. مثل الاستخدام المستدام لنبات الغاف (Prosopis juliflora). مع تسليط الضوء على تطبيقاتها العملية كحلول مبتكرة لمكافحة التصحر وتعزيز الزراعة المستدامة.
نظرة إلى المستقبل
أكّدت مشاركة إكبا الفعالة في مؤتمر الأطراف السادس عشر دوره الرائد في مواجهة التصحّر. وتدهور الأراضي. وانعدام الأمن الغذائي. من خلال تعزيز الشراكات. وتطوير الأبحاث العلمية. وتمكين المجتمعات. يواصل إكبا جهوده نحو مستقبل أكثر استدامة وشمولية.
نبذة عن المركز الدولي للزراعة الملحية (إكبا)
المركز الدولي للزراعة الملحية هو مركز دولي متميز غير ربحي للبحوث التطبيقية من أجل التنمية. تأسس بفضل القيادة الحكيمة لحكومة دولة الإمارات العربية المتحدة. والبنك الإسلامي للتنمية. يقوم نهج المركز على الدمج بين التحالفات الاستراتيجية والخبرة الفنية وتمكين المعرفة للمشاركة في إيجاد حلول مبتكرة لسبل العيش المستدامة والأمن الغذائي في البيئات المالحة والقاحلة. تدور أبحاث المركز حول التربة والمياه والمحاصيل والمناخ للحد من الملوحة وإدارة الأراضي المتأثرة وإصلاح النظم الزراعية. ومن خلال هذا النهج الشامل والمتكامل. يسعى إكبا لإحداث تأثير إيجابي دائم على حياة المجتمعات الزراعية وسبل عيشها. مما يضمن قدرتها على التأقلم والمساهمة في تحقيق مستقبل أكثر استدامة للجميع.