الدكتورة فدان نظمي الهرمزي؛ استشارية أمراض النساء والتوليد في المستشفى الكندي التخصصي بدبي، والتي منحتنا بعضًا من وقتها الثمين للحديث عن هذا الموضوع المهم لكل سيدة وفتاة.
سرطان عنق الرحم: تعريف وتعرَف
سرطان عنق الرحم هو نوعٌ من السرطان الذي يبدأ في خلايا عنق الرحم، وهو الجزء السفلي الضيق من الرحم الذي يتصل بالمهبل.
ينشأ هذا السرطان نتيجة تغيراتٍ غير طبيعية في خلايا عنق الرحم، تؤدي إلى نموٍ غير مُنضبط لهذه الخلايا. وغالبًا ما يتطور سرطان عنق الرحم ببطء وعلى مدى سنوات، وعادةً ما يكون نتيجة عدوى فيروس الورم الحليمي البشري (HPV).
إذا ما أردنا البحث أكثر في أسباب هذا المرض، يمكن القول أن للأسباب التالية دورٌ في تشكَل سرطان عنق الرحم:
1. عدوى فيروس الورم الحليمي البشري (HPV):يُعتبر فيروس HPV السبب الرئيسي لمعظم حالات سرطان عنق الرحم، وينتقل هذا الفيروس عن طريق الاتصال الجنسي. هناك أنواعٌ متعددة منه، بعضها قد يؤدي إلى تغييراتٍ غير طبيعية في خلايا عنق الرحم.
2. العوامل الجنسية: تزيد العلاقات الجنسية المتعددة أو العلاقات الجنسية غير المحمية من خطر الإصابة بفيروس HPV.
3. التدخين: التدخين من العوامل السلبية التي تزيد من خطر الإصابة بسرطان عنق الرحم، حيث يؤثر على جهاز المناعة ويُسبَب تلف الخلايا. سببٌ آخر للتخلي عن تلك السيجارة!
4. ضعف الجهاز المناعي: كالإصابة بفيروس نقص المناعة البشرية (HIV) أو تناول أدوية مُثبطة للمناعة.
5. إهمال إجراء الفحوصات الوقائية: مثل اختبار مسحة عنق الرحم (Pap Smear) الذي يمكنه الكشف عن التغيرات الخلوية في عنق الرحم قبل أن تتحول إلى سرطان.
سرطان عنق الرحم: هل يصيب النساء والرجال؟
في الحقيقة، فإن هذا السرطان يصيب النساء فقط؛ حيث أن عنق الرحم جزءٌ من الجهاز التناسلي الأنثوي. ومع ذلك، فإن الرجال يمكن أن يكونوا ناقلين لفيروس الورم الحليمي البشري (HPV) الذي يُعتبر السبب الرئيسي للمرض.
يمكن للرجال أيضًا أن يصابوا بسرطانات مرتبطة بـ HPV مثل سرطان القضيب أو الشرج أو الحنجرة.
سرطان عنق الرحم: هل يمكن أن يظهر في أماكن أخرى من الجسم؟
سرطان عنق الرحم نفسه لا يظهر في أماكن أخرى، ولكنه يمكن أن ينتشر إلى مناطق مختلفة من الجسم إذا لم يتم علاجه في المراحل المبكرة. وقد ينتقل هذا السرطان إلى الغدد الليمفاوية، حيث يمكن أن ينتشر إلى العقد الليمفاوية القريبة أو البعيدة؛ الأعضاء القريبة،
مثل المثانة أو المستقيم؛ والأعضاء البعيدة، إذ قد ينتشر إلى الرئتين، الكبد، أو العظام في المراحل المتقدمة.
سرطان عنق الرحم:الأعراض الشائعة
كما ذكرنا في بداية المقالة، فإن التعب ووجع الظهر أو الحوض قد يكونان مؤشرًا على الإصابة بسرطان عنق الرحم. بالإضافة إلى الأعراض الشائعة التالية:
- نزيف مهبلي غير طبيعي (بعد الجماع، بين فترات الدورة الشهرية، أو بعد سن اليأس).
- إفرازات مهبلية غير طبيعية.
- ألم أثناء الجماع.
سرطان عنق الرحم: كيفية الوقاية
من المؤكد أن للوقاية دورٌ بارز وحيوي في حمايتنا من العديد من الأمراض، وفي مقدمها سرطان عنق الرحم.
لذا تنصحكِ الدكتورة فيدان، لحماية نفسكِ وبناتكِ من هذا المرض، باتخاذ الخطوات التالية:
- التطعيم ضد فيروس HPV: يُوصى بتطعيم الفتيات والفتيان في سنٍ مبكرة قبل بدء النشاط الجنسي.
- الفحص المنتظم: إجراء اختبارات Pap Smear وفحوصات HPV للكشف عن التغيرات غير الطبيعية في مرحلةٍ مبكرة.
- العناية بالصحة الجنسية: مثل استخدام وسائل الوقاية (الواقي الذكري) والحد من عدد الشركاء الجنسيين.
- نمط حياة صحي: من ضمنه الإقلاع عن التدخين واتباع نظامٍ غذائي متوازن.
في الخلاصة؛ فإن سرطان عنق الرحم مرضٌ يمكن الوقاية منه بشكلٍ كبير من خلال التطعيم والفحوصات المنتظمة. ورغم أنه لا يصيب الرجال، إلا أن دورهم في نقل فيروس HPV يجعل التوعية ضروريةً لكلا الجنسين. ويبقى الكشف المبكر هو المفتاح للحد من خطورته وعلاجه بنجاح.